انطلقت أمس الاثنين المدرسة الصيفية لتعليم القرآن الكريم في المدارس القرآنية والكتاتيب الموزّعة عبر التراب الوطني، حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الدينية والاوقاف· فقد أكّد مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بالوزارة السيّد يوسف بن مهدي خلال اليوم التحسيسي والتوعوي لفائدة الأئمة والمرشدات حول التكفّل بشريحة الأطفال وحمايتهم بالمدرسة القرآنية المنظّم بمدرسة الإمام مالك بن أنس ببلدية الرويبة بالجزائر العاصمة، أن الوزارة أصدرت تعليمة لفتح المساجد وتأهيل الظروف لاستقبال تلاميذ المدرسة الصيفية عبر 48 ولاية (بغرض مكافحة عمالة الأطفال التي انتشرت في العديد من المجتمعات)· ومن بين مظاهر (استغلال الأطفال) -يضيف السيد بن مهدي- تلك المتعلّقة بالعمل ضمن (عصابات التسوّل والإجرام) المنتشرة في العديد من دول العالم· واعتبر مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني أن هذه المظاهر (غير موجودة في الجزائر، غير أن هناك نوعا من أنواع التضييع لحقوق الأطفال في التعليم والإرشاد)· لذا، ارتأت الوزارة ضرورة خلق فضاءات كالمدارس والكتاتيب (لاستيعاب هذه الفئة خلال العطلة الصيفية). وأشار المتحدّث إلى وجود مظاهر أخرى تفشّت في المجتمع ك (ترك الأطفال للشارع أو تنقّلهم لبيع بعض المنتجات في الشواطئ والمحلاّت التجارية)· وبالمناسبة دعا الأولياء إلى تسجيل أبنائهم في المدرسة الصيفية لحفظ أجزاء من القرآن الكريم وتعلّم بعض الآداب والسلوكات مثل طاعة الوالدين والنظافة واحترام الجار وغيرها من القيم· في هذا الإطار وتشجيعا لفئة الصمّ والبكم والمكفوفين الذين ستشملهم هم أيضا هذه العملية بادرت الوزارة الوصية (باقتناء نسخ من القرآن الكريم وأجزاء منه بلغة الإشارة لتوزيعها على المتفوّقين من الصمّ والبكم عبر التراب الوطني)· وذكر السيّد بومهدي أن هذه المبادرة تعدّ الأولى من نوعها، مشيرا إلى أن الجزائر ستستفيد من نسخ من القرآن الكريم بلغة الإشارة أنجزها مجموعة من الشباب الجزائريين المقيمين في الخارج متخصّصين في علوم الإشارة· كما سيتمّ اقتناء نسخ من القرآن الكريم كاملا مكتوبا بنفس اللّغة من بعض الدول العربية، منها الإمارات العربية المتّحدة والأردن لتوزيعها على الصمّ والبكم المتفوّقين في حفظ كتاب اللّه بالمدارس المختصّة، إلى جانب توزيع مصاحف مكتوبة بلغة البراي للمكفوفين· ومن جانبها، سخّرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للجزائر العاصمة لهذه العملية 556 مسجد وأزيد من 20 مدرسة نموذجية يفوق عدد أقسامها 12 قسما جنّد لها كافّة معلّمي القرآن·