كثر الحديث عن مختلف الزيوت التي أضحت تستعمل في مختلف الاستطبابات وبات الكثيرون يميلون إليها، فمن زيت الخروع إلى الصبار إلى زيت السمسم والزنجبيل وزيت الحية.. بحيث امتلأت طاولات البيع بتلك الزيوت التي يذهب مروجوها إلى تعداد منافعها ومزاياها واستطباباتها مما يجذب الكثيرين إليها من دون التوقف عند مخاطر المقلدة منها التي تكون في مجملها ممتلئة بمواد تهدد الصحة العامة، والواقع كشف العديد من العينات التي لحقت بها أضرار متنوعة مست الجلد والشعر والأطراف وحتى الأمعاء والمعدة بالنسبة للزيوت التي يتم شربها. على الرغم من ميل الكثيرين إلى تلك الزيوت لعلاج مختلف الأعراض المرضية لا ننفي التخوفات التي يبينوها دوما من استعمالها، خاصة وأن الكثير من تلك الزيوت المستوردة خاصة حامت حولها العديد من الشكوك وتهرب من استعمالها الكثيرون على خلاف بعض الزيوت المحلية التي على الرغم من الاتهامات التي تلحقها إلا أنها أقرب إلى ثقة الكثيرين خاصة وأنها معلومة المصدر على عكس بعض الزيوت المستوردة مجهولة المصدر لاسيما تلك التي يدون عليها لا تروج في بلد المنشأ مما يجعلها محل الكثير من الشكوك، ورغم ذلك لا تتواني بعض الطاولات والمحلات على عرضها والمراهنة بصحة المواطنين. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأسواق الشعبية ومحلات العطارة التي اختصت في ترويج تلك الزيوت فوجدنا أنها أضحت خزانا لمختلف الزيوت بحيث اصطفت شتى الأنواع وتعددت استطباباتها حتى أنها باتت تغلف في علب مثلها مثل الأدوية ونافستها في العديد من المرات، إلا أن نتائجها الوخيمة انقلبت بالسلب على صحة الزبون مما أدى إلى فرار البعض منها ولا ننفي أن البعض الآخر داوم على استعمالها متخطيا بذلك نتائجها السلبية. التقينا بعينات عانت من ويلات تلك الزيوت بعد أن وضعت الثقة في هؤلاء التجار منهم إحدى السيدات التي راحت إلى استعمال زيت نصحت به لمداواة (الإقزيما) التي أصابتها على مستوى اليدين وبعد اقتنائه واستعماله زادت حالة يداها تدهورا وانتفختا واحمرتا بعد أسبوع من بداية استعماله الأمر الذي أدى بها إلى المسارعة إلى طبيب مختص في الجلد الذي من حسن حظها تدارك الموقف ووصف لها دواء نفعها في إزالة الانتفاخ وكذا احمرار يديها التي امتلأت بالبقع، ومنذ ذلك اليوم أوضحت أنها لم تعد تثق ولا بنوع واحد من تلك الزيوت التي ملأت السوق في الآونة الأخيرة وصارت تكتسحها الكثير من الأنواع. نفس ما راحت إليه فتاة أخرى التي قالت إن استعمالها الدائم لزيت الخروع على مستوى الرموش أدى إلى تأثيرات بالغة على مستوى عينيها، بحيث صار بؤبؤ العين يؤلمها كثيرا مما أدى بها إلى المسارعة إلى طبيب العيون الذي قال إنها أوشكت على الحول من عينيها لولا ستر الله. أما العينة التي سردتها علينا سيدة من العاصمة تعقد لها الألسن، بحيث قالت إنها وبعد استعمال زيت (أملة) لابنتها البالغة من العمر 4 سنوات وقفت على الحكة الشديدة التي كانت تنتابها وتروح إلى حك شعرها بكلتا يديها بقوة، وبعد أن تفقدت الوضع وجدت شعرها يمتلئ بالقمل الأمر الذي أدى إلى هلعها وسارعت بها إلى أقرب مستوصف أين تم نصحها ببعض الأدوية. والتقليد الحاصل في تلك الزيوت أكده لنا أغلبية المتخصصين في ذلك المجال منهم السيد عادل صاحب محل للعطارة بساحة أول ماي الذي أوضح أن سوق الزيوت غرقت ببعض تلك المستحضرات المنافية لشروط ترويجها مما يهدد الصحة العامة، وقال إنه شخصيا لا يقوم بترويج تلك الزيوت إلا بعد التأكد من طبيعتها وخلوها من مجمل الشكوك قبل ترويجها إلى الزبائن لكسب ثقتهم.