حملت الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية التي افتتحت أوّل أمس، فوز ألمانيا على البرتغال وسقوط وصيف بطل العالم الأخير المنتخب الهولندي أمام الدانمارك، وكلا المبارتين انتهتا بهدف لصفر. وبذلك يتصدّر المنتخبان الألماني والدانماركي الريادة بثلاث نقاط مقابل لا شيء لكلّ من هولندا والبرتغال. ألمانيا 1 - البرتغال 0 "الماكينات" تغرق سفينة "الأطلسي" حقّق منتخب ألمانيا فوزا بالغ الصعوبة على نظيره البرتغالي بهدف دون مقابل أمام قرابة 33 ألف متفرّج على ملعب آرينا لفيف في مدينة لفيف الأوكرانية، ضمن الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الثانية في بطولة كأس أمم أوروبا 2012، جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة ال 72 برأس ماريو غوميز مهاجم نادي بايرن ميونيخ. وقام المدرّب الألماني يواكيم لوف بالتغيير الأوّل في صفوف فريقه في الدقيقة ال 80، فأشرك المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي احتفل اليوم بعيد ميلاده الرّابع والثلاثين، وأخرج ماريو غوميز صاحب الهدف، كما أجرى منتخب البرتغال تغييرا ثانيا لتنشيط الهجوم فلعب سيلفستر فاريلا كبديل للاعب الوسط راؤول ميريليش. استماتة البرتغاليين للتعديل لم تجد نفعا حاول البرتغاليون باستماتة تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة، وأنقذت عارضة المرمى الألماني شباك الحارس نيوير من كرة عالية لعبها ناني في الدقيقة ال 84، وبعد ذلك بثلاث دقائق دفع المدرب الألماني لوف باللاعب طوني كروس بديلاً للمجتهد التركي الأصل مسعود أوزيل لاعب ريال مدريد. ونجح نيوير في الذوذ عن مرماه ببراعة قبل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بدقيقتين، حين تهيّأت الكرة أمام المرمى الألماني للمهاجم البرتغالي البديل فاريلا، لكن الحارس أغلق الزاوية جيّدا أمام فاريلا وتصدّى لتسديدته ليحافظ على نظافة شباك (المانشافت). ورغم المحاولات الهجومية من البرتغال في اللّحظات الأخيرة إلا أن رونالدو ورفاقه لم ينجحوا في تعديل النتيجة لينتهي اللقاء بفوز ثمين لألمانيا. ألمانيا تحافظ على تفوّقها على البرتغال تميل الكفّة لصالح المنتخب الألماني في تاريخ مبارياته مع نظيره البرتغالي، ففي مجموع المواجهات بينهما التي بلغ عددها 16 مباراة قبل مباراة اليوم، فازت ألمانيا في ثماني مباريات والبرتغال في ثلاث فيما انتهت خمس مباريات بالتعادل. تشير سجّلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى أن أول مباراة رسمية على الإطلاق بين الفريقين كانت مواجهة ودّية أقيمت في السابع والعشرين من فيفري عام 1936 وانتهت بفوز الألمان (3-1) على أرض منافسيهم في العاصمة البرتغالية لشبونة، وهي نفس النتيجة التي آلت إليها المواجهة الوحيدة بينهما في نهائيات كأس العالم، والتي كانت في مونديال 2006 في ألمانيا، حين اقتنص أصحاب الضيافة المركز الثالث بالفوز على البرتغاليين مرة أخرى (3-1) في شتوتغارت في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. تقابل الفريقان من قبل في أربع مباريات ضمن تصفيات كأس العالم، انتهت واحدة بفوز ألمانيا ومثلها للبرتغال في تصفيات مونديال المكسيك 1986، فيما انتهت مواجهتان بالتعادل في تصفيات مونديال فرنسا 1998، أما في تاريخ اللّقاءات الودّية الثمانية التي جمعتهما، فازت ألمانيا خمس مرات وتعادل الفريقان مرتين أما البرتغال ففازت في مباراة واحدة فقط. وعلى مستوى البطولة الأوروبية بالتحديد تقابل الفريقان من قبل ثلاث مرات، كانت الأولى في بطولة عام 1984 في فرنسا في دور المجموعات وانتهت بالتعادل السلبي بين ألمانياالغربية آنذاك والبرتغال، ثم انتظر الفريقان 16 عاماً حتى بطولة يورو 2000 في بلجيكاوهولندا ليتقابلا مجدداً في دور المجموعات أيضاً وتفوز البرتغال بثلاثية نظيفة سجلها سيرجيو كونسيساو على ملعب روتردام، أما المرّة الثالثة فكانت في البطولة الماضية يورو 2008 حين ثأر المنتخب الألماني لنفسه وفاز في الدور ربع النّهائي بثلاثة أهداف لهدفين في بازل السويسرية. كريستيانو رونالدو.. الحاضر الغائب يستحق كريستيانو رونالدو النقد على أدائه في الشوط الثاني من المباراة، حيث كان غائبا عن تأدية واجباته الدفاعية والهجومية على الجهة اليسرى، ولم يطلق تسديداته المعتادة من بعيد، ولم يتعاون مع ناني على خلخلة الدفاع الألماني الذي لم يكن في أفضل حالاته مع اللاّعب بادشتوبر، والذي ينضم لقائمة المخيبين للآمال مع رونالدو وخضيرة وجواو بيدرو دا سيلفا وجواو موتينهو الذين كانوا مختفيين تماماً. قالوا بعد المباراة لوف مدرّب منتخب ألمانيا: "حقّقنا الأهمّ وكسبنا النقاط الثلاث" أكّد مدرّب ألمانيا يواكيم لوف أن منتخب بلاده حقّق الأهمّ بالفوز على البرتغال (1-صفر) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية ضمن نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم في أوكرانيا وبولندا. وقال لوف في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: (حقّقنا الأهم بخوضنا مباراة جيّدة وكسبنا 3 نقاط)، مضيفا: (بطولة أوروبا مثل سباقات الفورمولا وان، لكن دون لفة تحمية. جميع المنتخبات قوية وليس هناك مجال لارتكاب الأخطاء)، وتابع: (كان مهمّاً بالنّسبة لنا عدم إهدار أيّ نقطة في مباراتنا الافتتاحية في المجموعة. بعد نتيجة الدانمارك فوزها على هولندا 1-صفر ، كنّا نعرف أن المنتخب الذي سيخسر ستكون مباراته المقبلة حاسمة وبالتالي طمحنا إلى الفوز لتفادي أيّ عثرة قد تُخرجنا من البطولة من المباراة الثانية)، وأردف قائلاً: (كانت المباراة تكتيكية جدّا، والمنتخبان دافعا جيّدا وحاولا الهجوم مع العودة بسرعة إلى الدفاع. نجحنا في أن نكون أكثر انضباطا وفاعلية مقارنة مع مبارياتنا الأخيرة، كان بإمكاننا تقديم الأفضل في خط الهجوم ولكن ذلك سيأتي مع المباريات المقبلة). وأشار لوف إلى أن (الفوز والنقاط الثلاث كان أهمّ بكثير من أيّ شىء آخر. خطّ دفاعنا لعب جيّدا ولم يترك أي مساحة لمهاجمي البرتغال)، وبخصوص إشراك ماريو غوميز أساسيا قال: (قرّرت ذلك منذ يومين أو ثلاثة أيّام. ينقص ميروسلاف كلوزه أشياء صغيرة للعودة إلى مكانته الأساسية. غوميز لعب الموسم بأكمله وسجّل أهدافاً عدة، اللاعبان معاً يملكان مؤهّلات فنية جيدة، لكن غوميز اليوم أمس سنحت له فرصة سجّل منها هدفا)، وختم: (كنت أفضِّل أن تنتهي مباراة الدنمارك وهولندا بالتعادل. هولندا منتخب قوي وخلق فرصا كثيرة ومن الصعب التفهّم كيف أنهوا المباراة دون تسجيل أيّ هدف. مباراتهم المقبلة أمامنا ستكون مصيرية بالنسبة لهم حيث سيكونون مطالبين بالفوز، ما يجعل المباراة أكثر دراماتيكية وستكون صعبة جدا). بينتو مدرّب منتخب البرتغال: "أنا حزين جدّا للخسارة" عبّر مدرّب البرتغال باولو بينتو عن استيائه من خسارة منتخب بلاده. وقال بينتو: (بالتأكيد أنا مستاء من النتيجة، كنّا نعرف أن المباراة ستكون صعبة، وأعتقد أننا كنّا أقوياء جدّاً في الشوط الأوّل. ألمانيا استحوذت على الكرة كثيراً وسيطرت على مجريات المباراة لكنّنا دافعنا جيدا)، وأضاف: (أعتقد أننا قمنا بما كان يتوجّب علينا فعله في الدقائق الأخيرة من أجل إدارك التعادُل، لكننا لم نوفّق ولم يحالفنا الحظّ)، وتابع: (ردّ فعلنا بعد تسجيل ماريو غوميز للهدف كانت قوية، لعبنا جيّدا وسنحت أمامنا العديد من الفرص لكننا لم نترجمها إلى أهداف. ليس في كلّ مرّة المنتخب الأفضل هو مَن يفوز، إنها كرة القدم ولا يمكننا تغيير أي شىء فيها. الآن يجب التركيز على المباراة المقبلة واللعب مثلما لعبنا اليوم. هدفنا دائماً هو بلوغ رُبع النهائي ويجب أن نبقى أوفياء لهذا الهدف وإلى أسلوب لعبنا وبذل كلّ الجهود لتحقيقه). وأوضح بينتو أنه لم يفاجأ بفوز الدانمارك على هولندا، وقال: (بالتأكيد لم أفاجأ، الدانمارك ليست منتخبا ضعيفا لم نفاجأ أبدا، لقد قاتلوا وبذلوا كلّ ما لديهم من أجل الفوز).