تدخل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم مساء اليوم جولتها الثانية من خلال إجراء مباراتين من المجموعة الأولى، حيث يلتقي المنتخبان اليوناني والتشيكي في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين. فالتشيكيون وعقب خسارتهم القاسية مواجهة روسيا لا خيار لهم سوى الفوز، فزملاء باروش لا خيار لهم غير الفوز إن أرادوا الحفاظ على كامل حظوظهم لبلوغ الدور ربع النّهائي، لكن على العكس من ذلك في حال فوز اليونان يضعهم مبدئيا قاب قوسين أو أدنى من الدور الثاني شأنهم شأن المنتخب الرّوسي، ففوزه على المنتخب البولوني يضعه بصفة نهاية في الدور المقبل، لكن البولونيين يدركون تمام الإدراك أن الخسارة تخرجهم من البطولة قبل الأوان، ومن هذا المنظور ينتظر أن تشهد المباراة إثارة وندّية كبيرتين. اليونان - ج. التشيك (سا 17.45) موقعة لا تقبل القسمة على اثنين تريد اليونان تكرار مشهد الرّوح القتالية الذي أظهرته في المباراة الافتتاحية مع بولونيا المضيفة حين تواجه تشيكيا المكسورة الجناحين ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى. وكانت اليونان تأخّرت بهدف أمام بولونيا وأكملت المباراة بعشرة لاعبين، لكنها سجّلت هدف التعادل وكادت تخطف الفوز لولا إضاعة قائدها كاراغونيس ضربة جزاء في الشوط الثاني. وذكّر اليونانيون بروحهم التي لا تعرف الاستسلام على غرار طريقهم نحو اللّقب في نسخة 2004، عندما فاجأوا عمالقة القارّة العجوز وقادهم المدرّب الألماني أوتو ريهاغل إلى اللّقب المرموق. المباراة لن تكون سهلة لليونانيين لن تكون المباراة سهلة للاعبي المدرّب البرتغالي فرناندو سانتوس، إذ ستلعب جمهورية التشيك التي خسرت المباراة الأولى أمام روسيا (1-4) مباراة حياة أو موت لأنه في حال خسارتها وفوز روسيا على بولونيا ستُقصى من المسابقة. اليونان دون أعمدة دفاعه يغيب عن اليونانيين في المباراة التي ستقام في فروكلاف، ثنائي الدفاع الأساسي سقراطيس باباستاتوبولوس الموقوف لطرده في مباراة بولونيا، وأفرام بابادوبولوس الذي تعرّض لتمزُّق في أربطة ركبته الصليبية. "الإغريق" يريدون تكرار ما قام به المنتخب الرّوسي في وقت يريد فيه المهاجمون التشيك الاستفادة من هذا النّقص، يسعى مهاجمو (الإغريق) إلى تكرار ما قام به المنتخب الرّوسي على الرغم من أن تشيكيا تملك حاليا أفضل حارس مرمى في العالم حسب المراقبين، وهو حارس تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا العملاق بتر تشيك. اليوناني يورغو فوتاكيس يلتحق بقائمة المصابين تعرّض لاعب وسط باوك اليوناني يورغو فوتاكيس لإصابة في قدمه وبدا يعرُج خلال تمارين أوّل أمس الأحد، ليُستبعد عن تشكيلة سانتوس. المواجهة رقم 9 بين المنتخبين التقى الفريقان في 8 مباريات، ففازت تشيكيا 5 مرّات واليونان مرّة واحدة وتعادلا مرّتين. قالوا عن اللّقاء التشيكي سارغوس: "لا نستسلم أبدا" قال مهاجم سلتيك الاسكتلندي المخضرم يورغوس ساماراس: (لا نستسلم أبدا، لذلك لا نحبّ أن نخسر المباريات، وهذا أمر لا يمكن أن تشتريه أو تجده في أيّ مكان، ويتعلّق الأمر بالذهنية داخل غرف الملابس). سانتوس مدرّب المنتخب اليوناني: "سندخل المباراة بنية الفوز ولا شيء آخر" (لقد دوّنت جميع الأخطاء التي ارتكبناها تحت عنوان: ما يجب تفاديه)، مضيفا: (سندخل المباراة بنية الفوز ولا شيء آخر. صحيح أن المنتخب التشيكي سيخوض المباراة بشعار الفوز ثمّ الفوز، وأنا أعلم علم اليقين أن لاعبي هذا المنتخب سينتهجون خطّة هجومية للوصول إلى شباك فريقي، وهذا سيخدمنا وسنستغلّ طريقة لعب الخصم لمباغثتهم مبكّرا، وبالتالي إرباكهم ممّا سيسهّل لنا المهمّة لتسجيل أهداف أخرى). بتر تشيك حارس المنتخب التشيكي: "إذا فشلنا أمام اليونان لن نتأهّل" يعتقد تشيك الباقي من تشكيلة 2004 التي بلغت نصف النّهائي وخسرت أمام اليونان (1-صفر) بهدف المدافع ديلاس، إلى جانب صانع الألعاب توماس روزيتسكي والمهاجم ميلان باروش أن (المباراة الأولى تظهر هوية المجموعة، لكن ليست الأهمّ، مباراة اليونان الثانية ستكون حاسمة إذا فشلنا فيها ستكون آمالنا في التأهّل ضعيفة جدّا). وتابع تشيك: (الخسارة 4-1 لا تبدو الأفضل لكنها كالخسارة 1-صفر لأنك ببساطة لا تحصل على أيّ نقطة، لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب. ما يزال لدينا 180 دقيقة لنتأهّل). بولونيا - روسيا (سا 19.45) مواجهة على أنغام الزمن الشيوعي يخيّم البُعد السياسي على مباراة بولونياوروسيا مساء اليوم الثلاثاء في الملعب الوطني في وارسو ضمن الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الأولى في نهائيات كأس أوروبا 2012 لكرة القدم. لقاء "الكراهية" منذ أيّام القياصرة والهيمنة السوفياتية لطالما حملت اللّقاءات بين بولونياوروسيا ميزة إضافية بسبب الكراهية منذ أيّام القياصرة والهيمنة السوفياتية في أوروبا الشرقية التي تعزّزت بعد ذلك تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين. كما تزامن التحضير للمباراة مع التجمُّع الشهري أوّل أمس الأحد في وارسو لداعمي الرئيس البولوني الرّاحل ليغ كاتشينسكي، الذين غالبا ما يتّهمون موسكو بالتسبّب في وفاته من خلال حادث طائرة فوق مدينة سمولنسك الرّوسية عام 2010 خلال زيارته في الذّكرى السبعين لمجزرة راح ضحّيتها الآلاف من الضبّاط البولونيين من قبل الشرطة السوفياتية السرّية خلال الحرب العالمية الثانية. حين تمتزج السياسة بالرياضة بالإضافة إلى ذلك، منحت مدينة وارسو الضوء الأخضر لمؤيّدي المنتخب الرّوسي للقيام بمسيرة في اليوم الوطني الذي يصادف اليوم الثلاثاء على الرغم من أن السلطات البولونية سمحت فقط خلال البطولة بالتجمّعات الرياضية كجزءٍ لا يتجزّأ من كرة القدم. وزادت المخاوف من أعمال تخريبية لجماهير المنتخبين بعدما اعتدى مشجّعون روس على رجال مكلّفين بحماية مباراة روسيا وتشيكيا في فروكلاف. لكن رئيس الاتحاد الرّوسي لكرة القدم سيرغي فورسنكو خفّف من حدّة الاحتقان عندما كرّم ذكرى الرئيس الرّاحل الذي لقي حتفه مع مجموعة من قادة البلاد، إذ وضع إكليلا كبيرا من الزهور على لوحة تذكارية لضحايا الحادث: (السياسة خارج الرياضة.. نحن معنيون فقط بكرة القدم). شحن إعلامي بولوني دعت الصحافة البولونية الصادرة أمس الاثنين منتخب بلادها إلى إيقاف انطلاقة نظيره الرّوسي. وكتبت صحيفة (غازيتا فيبورتشا) على صفحتها الأولى (مهمّة الغد هي: أوقفوا الرّوس. معركة من أجل النتيجة، من أجل الشرف ومن أجل مكان في التاريخ). من جانبها، كتبت مجلّة (فبروست) الأسبوعية (لقاء حاسم.. استيقظوا.. روسيا أو الموت). ووجّهت الصحيفة الشعبية (فاكت) تعليماتها للمدرّب بخصوص التشكيلة فيما قدّمته زميلتها (سوبر إكسبرس) مرتديا بزّة عسكرية على ظهر حصان وفي يده سيف لتطلب منه (معجزة ثانية في فيستولي) في إشارة إلى المعركة التي كسبتها بولونيا ضد الرّوس عام 1920. واستخدمت مجلّة (نيوزويك) في طبعتها البولونية الصورة نفسها التي نشرتها (سوبر إكسبرس) وتحدّثت عن (حرب وارسو 2012). روسيا بثلاث نقاط وبولنيا بنقطة واحدة تخوض روسيا المباراة بعد تحقيقها أعلى نتيجة في الدور الأوّل عندما اكتسح المنتخب التشيكي ( 4-1)، في حين اكتفت بولونيا بالتعادل مع اليونان (1-1) في المباراة الافتتاحية. بولونيا دون حارسها الأساسي ستفتقد بولونيا إلى حارس مرمى آرسنال الإنجليزي فويتشي تشيسني الموقوف لمباراة بعد طرده أمام اليونان، إلاّ أن البديل بريميسلاف تيتون يعد بالكثير بعد صدّه ركلة جزاء لليوناني يورغوس كاراغونيس بعد لحظات على دخوله في المباراة الأولى. وكان تيتون الخيار الثالث لسمودا قبل بداية البطولة، بيد أن إصابة حارس آرسنال الآخر لوكاس فابيانسكي في الأيّام الأخيرة قبل انطلاق البطولة جعلت منه الحارس الثاني. هدّاف روسيا يحذّر زملاءه من الثقة المفرطة حذّر آلن دزاغوييف صاحب هدفين في المباراة الأولى رفاقه من الثقة الزّائدة بالنّفس: (الفرحة كبيرة بعد الفوز الأوّل. صحيح أن الفوز جميل لكنّه الأوّل فقط، ولم نحقّق أيّ شيء جدّي حتى الآن). وتواجه المنتخبان في 14 مباراة، ففازت روسيا 7 مرّات وبولونيا 3 مرّات وتعادلا 4 مرّات. مدرّب بولونيا يعوّل على روبرت ليفاندوفسكي وآلان دزاغوييف يعوّل سمودا وادفوكات على مهاجمي الفريقين الشابّين، الأوّل على روبرت ليفاندوفسكي (23 عاما) هدّاف بوروسيا دورتموند الألماني الذي ألهب المشجّعين الجمعة الماضي عندما سجّل برأسه الهدف الأوّل في البطولة، والثاني على آلان دزاغوييف البالغ من العمر 21 عاما بطل هدفين في فروكلاف، والذي كان يحوم الشك حول مشاركته في البطولة قبل أن يلعب دورا محوريا في فوز (الدبّ) الرّوسي. الرّوسي رومان بافليوتشنكو لا يتوقّع تكرار نتيجة التشيك لا يتوقّع الرّوسي رومان بافليوتشنكو صاحب أحد الأهداف الأربعة في مرمى التشيك نتيجة مماثلة للمباراة الأولى، إذ قال المهاجم: (لا يمكننا أن ننساق كثيرا. لم نحقّق المهمّة بعد، ولا يمكننا أن نتساهل). قالوا عن اللّقاء المدرّب البولوني فرانتشيسك سمودا: "يجب أن نبقى مركّزين جيّدا كي لا نخسر المباراة" طالب المدرّب البولوني فرانتشيسك سمودا لاعبيه بالتركيز بعد فقدانهم التقدّم على اليونان التي لعبت بعشرة لاعبين في أوّل مباراة: (يجب أن نبقى مركّزين جيّدا كي لا نخسر المباراة). ديك أدفوكات مدرّب المنتخب الرّوسي: "ستكون مباراة مثيرة" قال الهولندي ديك أدفوكات مدرّب المنتخب الرّوسي بعد تمزيق الشباك التشيكية 4 مرّات بخصوص مواجهة اليوم: (ستكون مباراة مثيرة أخرى للفريقين)، وأضاف يقول: (سنخوض المواجهة بنفس العزيمة التي خضنا بها مواجهة التشيك، وسنحاول تقديم مباراة كبيرة وإنهائها لمصلحتا لنتمكّن من حسم ورقة التأهّل إلى الدور الثاني مبكّرا). البولوني ماسيي ريبوس: "مباراة روسيا تختلف عن مباراة اليونان" اعتبر لاعب الوسط البولوني ماسيي ريبوس البالغ من العمر 22 عاما، والذي وقّع مع تيريك غروزني الرّوسي هذا العام من ليجيا وارسو (المباراة مع روسيا ستكون مختلفة، هم لا يدافعون مثل اليونانيين، لكننا اعتدنا على أجواء البطولة). وختم ذات اللاّعب حديثه بالقول: (نعرف ماذا سنفعل وكيف نصحّح أخطاءنا، نتوقّع مباراة مختلفة للغاية). الرّوسي ألكسندر كيرجاكوف: "المباراة ضد بولونيا قد تكون حاسمة" اعتبر مهاجم المنتخب الرّوسي ألكسندر كيرجاكوف ستكون (حاسمة) بالتأهّل إلى ربع النّهائي. وقال كيرجاكوف بعد فوز روسيا: (المباراة ضد بولونيا قد تكون حاسمة بالتأهّل إلى ربع النّهائي. نحن في مزاج جيّد بعد الفوز الأوّل، لكن علينا نسيان مباراة تشيكيا والتحضير جيّدا لمواجهة بولونيا). وتابع مهاجم زينيت: (أعرف أن المباراة ستكون صعبة. بولونيا تلعب على أرضها وأمام جماهيرها، كما أن نتيجة اليونان 1-1 لم ترضها).