تمت ببلدية فسديس بولاية باتنة مداهمة الأراضي الفلاحية المسقية بالمياه المستعملة المتربعة على أكثر من 35 هكتارا تابعة لأزيد من 65 فلاحا حسب ما أكد رئيس دائرة باتنة. وتم خلال هذه العملية الثانية من نوعها بعد تلك المسجلة في 2011 إتلاف الخضروات وحجز ثلاث مضخات اثنتين منها من النوع الكبير وكذا 600 متر طولي من أنابيب السقي، التي يستعملها فلاحو هذه المنطقة في نقل المياه المستعملة من الوادي نحو محاصيلهم الزراعية -حسب ما أوضحه السيد محمد صحراوي. كما تم تحطيم السواقي -التي أنجزت في هذه الأراضي الممتدة من منطقة بوعكاز أو بويلف كما يطلق عليها محليا إلى غاية منطقة بوعتشاون بهذه البلدية-عن آخرها. ويجري تحطيم حوض تجميع المياه وحاجزه أيضا لاسيما وأنه كان يمكن الفلاحين بهذه المنطقة من سقي أراضيهم دون أنابيب -يضيف السيد صحراوي -الذي أكد أن هذه العملية التي بادرت بها دائرة باتنة التي تتبعها إقليميا بلدية فسديس ستستمر إلى غاية "(القضاء نهائيا) على هذه الظاهرة بالجهة. وتعرف المنطقة -الممتدة بين بوعكاز وبوعتشاون ببلدية فسديس التي تبعد عن مدينة باتنة بحوالي 10 كلم -بمربعات زراعة الخضروات لاسيما منها الخس والبقدونس والكزبرة الخضراء وكذا السبانخ التي تسقى بمياه الصرف التي تجمع بالوادي الكائن بالمخرج الشمالي للمدينة. لكن تحطيم السواقي المتواجدة بهذه المنطقة من البلدية وخاصة القناة الرئيسية لنقل المياه المستعملة قصد سقي هذه المساحات ستحول دون لجوء الفلاحين إلى هذه الوسيلة غير القانونية والمضرة بصحة المستهلكين يؤكد من جهته نائب رئيس بلدية فسديس السيد النوي عيسى. أما مدير المصالح الفلاحية فكشف بدوره لوأج بأنه تم برمجة 25 بئرا أرتوازية عن طريق الدعم ببلدية فسديس منها 15 قد تم تجسيدها ميدانيا مع بقاء المجال مفتوحا أمام الفلاحين الراغبين في إنجاز آبار سطحية أو عميقة وإمكانية الحصول على تسهيلات من طرف مديرية الري وكذا الاستفادة من دعم الدولة فيما يخص الآبار والتنقيبات والتجهيزات وكذا شبكات السقي. وأوضح السيد محمد لمين قرابصي من جهة أخرى أن محيطا على مساحة 1.100 هكتار تمت برمجته وانتهت به الدراسة حاليا ليتم سقيه من المياه المعالجة لمحطة تصفية المياه المستعملة لمدينة باتنة بعد أشغال توسيعها. وتجري حاليا استنادا إلى مدير الموارد المائية بباتنة عملية دراسة مشروع توسيع هذه المحطة من طرف الديوان الوطني للتطهير بعد أن وافق وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة إلى ولاية باتنة نهاية شهر أفريل المنصرم على المشروع. وينتظر حسب السيد عبد الكريم شبري أن تصل طاقة محطة معالجة المياه المستعملة بباتنة التي قيمت مبدئيا عملية توسيعها ب 2 مليار دج بعد انتهاء الأشغال بها إلى 50 ألف متر مكعب يوميا مقابل حوالي 20 ألف متر مكعب حاليا. للإشارة فإن عملية مداهمة الأراضي المسقية بالمياه المستعملة ببلدية فسديس خلفت سخطا كبيرا في أوساط أصحابها من الفلاحين الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ولايتي باتنة وقسنطينة على شطره الواقع بهذه البلدية ليشلوا بذلك حركة المرور لمدة قاربت 4 ساعات احتجاجا على إتلاف محاصيلهم وحجز المعدات التي يستخدمونها في عملية السقي المحظور.