آلاف القضايا في المحاكم بسبب الإدمان، وعشرات الآلاف من المتورطين، ومئات الآلاف من الأقراص في كل مكان.. والمصيبة انه التحق بصفوفها أعداد غير قليلة من الطلبة والفتيات، إذ لم تسلم من ظاهرة المخدرات حتى الجامعات التي من المفروض أن تكون مركزا للإشعاع العلمي. وحسب مصادر على صلة بالموضوع، فإن بعض الأحياء الجامعية أصبحت مكانا لتداول المخدرات بعد أن كثر الطلب عليها ووجد منها من يلهثون وراء الربح السريع أفضل مكان أمن لممارسة تجارتهم الخطيرة. وحسب شهادات بعض الطلبة، فإن مروجي المخدرات يتجرؤون على بيع المخدرات داخل بعض الأحياء الجامعية دون أي حرج أن عن هوية تجار السموم فمنهم الطلبة الذين يرغبون في الربح السريع وقد يتخلون عن الدراسة بسبب انشغالهم ب"التجارة" وينساقون وراء ما يجنون مقابل توزيع السموم. وأحيانا لا تربطهم أي علاقة بالجامعة لكنهم يمارسون نشاطهم بمحاذاة الأحياء الجامعية ويكونون شبكات خاصة بهم تتسلل إلى الأحياء لتسهيل عملية التوزيع. وامتدت هذه الظاهرة لتمس الفتيات الجامعية، فحسب دراسة حديثة عن الإدمان في الجزائر فإن 13 بالمائة من الطالبات يتعاطين المخدرات ميدانية وتناولت 1110 من الطالبات المقيمات في الأحياء الجامعية بالعاصمة تؤكد أن 22 بالمائة ممن شملتهن الدراسة يتناولن المخدرات يوميا وبصورة منتظمة وأن 39 بالمائة منهن يفعلن ذلك داخل الإقامة. فيما ذكرت أن 52 بالمائة يتناولن المخدرات بصفة فردية وضبطت الدراسة نسبة الطالبات اللائي لا يعرفن الكثير عن المخدرات في الوسط الجامعي وكذا الإدمان ب 20 بالمائة ويأتي القنب الهندي على رأس أنواع المخدرات المنتشرة بين الطالبات بنسبة 68 بالمائة وتليه الأقراص أو المؤثرات العقلية مثل الفاليوم وأرتان بنسبة 17 بالمائة وتشكل المخدرات المصنفة قوية بنسبة 5 بالمائة. ونفس درجة الخطورة نجدها على فئة المتمدرسين في الطور الثانوي فنجد نسبة 34 بالمائة من تلاميذ الثانويات بالعاصمة يستهلكون المخدرات وأن 28 بالمائة منهم إناث. وتقول مصادر أمنية إن الكميات التي تحجز لا تمثل حسب الخبراء سوى 10 بالمائة من حجم المخدرات المتداولة فعلا وكذا أعداد المتعاطين وهي بهذا غير دقيقة تماما ولا تعبر عن الحقيقة وأن القنب الهندي أو ما يسمى في الجزائر "بالكيف" وهو الأكثر انتشارا بين مختلف أصناف المخدرات القنب الهندي والذي يعتبر أهم ما يروج في الجزائر يزرع في أكثر من 140 دولة. ورغم أن الجزائر في التصنيف الدولي تعتبر ممرا للمخدرات وليست مقرا ولا منتجا لكن في الفترة الأخيرة تحولت الجزائر إلى منطقة استهلاك وإنتاج وأحسن دليل على ذلك الكميات الهائلة التي تحجزها مختلف مصالح الأمن. وشهدت في السنوات الأخيرة رواجا كبيرا للقنب الهندي أو ما يسمى بالحشيش أو الكيف وهو يضبط بالأطنان بنسبة زيادة وصلت إلى 32 بالمائة في السنة الحالية حيث تم حجز أكثر من 10 قناطير من الحشيش. أما الكوكايين والهيروين فهي تضبط بكميات محدودة لا تتجاوز بعض الكيلوغرامات لخطورتها وغلائها وتنتشر بصفة محدودة بين فئة الأثرياء.