** ما هو حكم أن يجتمع أكثر من شخص على قراءة القرآن، وإهداء الثواب إلى ميت؟ * الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. ففي سؤالك أربع جزئيات الأولى: الاجتماع للقراءة وهو جائز لأنه من أعمال البر والخير، وهو داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). وقد ذهب إلى جواز الاجتماع للقراءة أكثر العلماء. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وفى هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال في التبيان في آداب حملة القرآن: اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف. الثانية: تقسيم المصحف على الحاضرين بحيث يقرأ كل واحد منهم صفحتين أو أكثر أو أقل فلا مانع منه، وقد قال العلامة الصاوي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير: وَأَمَّا اجْتِمَاعُ جَمَاعَةٍ يَقْرَأُ وَاحِدٌ رُبْعَ حِزْبٍ مَثَلًا، وَآخَرُ مَا يَلِيهِ وَهَكَذَا فَنُقِلَ عَنْ مَالِكٍ جَوَازُهَا قَالَ بْن وَهُوَ الصَّوَابُ. (قاله البناني)، وقال الإمام النووي في المجموع: (لا كراهة في قراءة الجماعة مجتمعين بل هي مستحبة وكذا الإدارة وهي أن يقرأ بعضهم جزءا أو سورة مثلا ويسكت بعضهم ثم يقرأ الساكتون ويسكت القارئون). الثالثة: يصل ثواب قراءة القرآن للميت وينتفع بإهداء ثوابها سواء كان ذلك من فرد أو جماعة، قال العلامة الدسوقي رحمه الله في حاشيته على الشرح الكبير: لا بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت ويحصل له الأجر إن شاء الله. الرابعة: إهداء الجماعة ثواب ما قرأوه للميت يعتبر ختمة وتحصل له بركة جميع القرآن المهدى إليه أما بالنسبة للقارئين فيحصل لكل واحد منهم من الأجر على قدر ما قرأ.