أصبحت المفرغة العمومية المتواجدة بمحاذاة وادي خميستي في ولاية تيبازة خلال الآونة الأخيرة تستقبل الأطنان من النفايات المنزلية والطبية، وكذا الأدوية الفاسدة، مما يشكل ذلك خطرا على الصحة العمومية التي أصيبت بأمراض مزمنة، ونتيجة استمرار الوضع على حاله، طالب سكان الجهة الشرقية لبلدية خميستي وأعالي بواسماعيل من السلطات المحلية وخصوصا وزير البيئة بالتدخل السريع لمنع الرمي والحرق العشوائي، ولقد أثارت الروائح الكريهة المنبعثة من مزبلة خميستي استياء كبيرا وقلقا شديدين للسكان القاطنين بالأحياء الشرقية لمدينة خميستي وأحياء أعالي بلدية بواسماعيل كحي الباليلي وحي 9 شهداء لماسيته من روائح وأبخرة سامة التي تنتشر على أرجاء تلك الأحياء كل مساء، ولقد أدى الوضع البيئي والصحي الخطير الذي يحيط بهم من كل هذه إلى إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة حسب ما أكده ممثلو تلك الأحياء، موضحا في حديثه إلى توسع دائرة الإصابة بأمراض الحساسية والربو جراء استنشاقهم للروائح المقرفة الناتجة عن قيام بعض الأشخاص بإضرام النيران في أكوام النفايات خلال الفترات المسائية، إذ تنتشر على مسافات بعيدة سحابات الدخان الملون والسام، ويذكر أن هؤلاء السكان قدموا شكاوي عديدة لرئيس البلدية بشأن الكارثة التي تهدّد صحتهم والأخطار الوبائية التي تنتج عن الاستنشاق الدوري للغازات السامة الناتجة عن حرق مختلف الملوثات العضوية والطبية خصوصا الصناعية التي تطرح بشكل عشوائي دون أية رقابة. وحسب شهادات بعض عمال النظافة أن عشرات الشاحنات تقوم برمي كميات كبيرة من النفايات الصناعية والطبية دون رقابة أحد من السلطات المختصة، بحيث يشم المواطنون المحيطون بالمفرغة روائح الدواجن التي تحرق بالوادي، من جانب آخر أكد أحد السكان المختصين في الأمراض المتنقلة عبر المياه أن الخطورة لا تكمن في تسرب مواد عضوية سامة تضر بمياه المنبع العذب الذي يمر تحتها والذي تشرب منه عشرات العائلات المقيمة بشكل فوضوي على جانب وادي خميستي. وأضاف ذات المصدر أن هؤلاء المرضى من أطفال وكبار السن المصابون بالربو مغادرة الحي أو الإلتزام بالبيوت أثناء ارتفاع درجات الحرارة بسبب ما أحدثته المفرغة من متاعب جمة وخطيرة. ولقد أشار المتضررون إلى خطورة الوضع بعد توسع دائرة الإصابة بالأمراض الحادة نظرا لقرب المفرغة من الرطوبة البحرية التي ساهمت في تردي الحالة الصحية للمصابين بتلك الأمراض، وفي سياق متصل، حذرت مصادر طبية متخصصة من احتمال إصابة السكان بأمراض خطيرة جدا على مستوى الرئة إن استمروا في استنشاق الغازات المحترقة الناتجة عن المواد السامة ومخلفات الأنشطة الإستشفائية والصناعية التي تحرق يوميا بذات المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن سكان مدينة خميستي يناشدون في الوقت الحالي الجهات المختصة بالتدخل قصد تحويل المفرغة إلى مركز ردم تقني قبل أن يحدث ما لم يحمد عقباه في المستقبل القريب.