عرفت الجزائر في السنوات الأخيرة ارتفاعا محسوسا للجرائم بشتى أنواعها ابتداء من الجنحة إلى غاية الإجرام المنظم الذي يستخدم الوسائل التكنولوجية، ثم ظهر نوع آخر من الإجرام الإلكتروني وتمثل في الوظائف الخيالية المغرية عبر مواقع شبكة الأنترنت وفرض نفسه في ساحة الجريمة الحديثة وفي غاية السرية التامة، حيث تعرض العديد إلى الابتزاز من جهات مجهولة تغريهم بوعود كاذبة والحصول على هدايا مالية معتبرة ومناصب، غير أن هذه مجرد كمين يقع فيه الجزائريون، ومن ضحايا هذا النوع الإجرامي الحديث بكل المقاييس معيد في الكلية تلقى رسالة إلكترونية من طرف إحدى الشركات الشهيرة تعلمه بفوزه في إحدى المسابقات التي شارك فيها من خلال عملية القرعة التي أجرتها الشركة وقد تمثلت الجائزة التي تحصل عليها بمليون جنيه إسترليني، وللحصول على الجائزة هناك إجراءات عليه اتخاذها من بينها إعطاؤه رقم حسابه البنكي وحتى يحول إلى رصيده قيمة الجائزة عليه بإرسال مبلغ 2000 أورو، غير أن فطنة وذكاء الأستاذ جعله يتفطن إلى أن المسابقة وهمية خاصة وأن من بين أصدقائه من تعرض إلى مثل هذه المساومات والخدعة، ومن بين الخدع الأخرى التي تستغلها هاته المؤسسات الوهمية وكان ضحيتها طالب متخرج من جامعة الصومعة يدعى رفيق تعرض فيها لابتزاز، فمنذ تخرجه وهو يعاني البطالة القاتلة ورغم كل الملفات التي أودعها بغية الحصول على عمل غير أن آماله تبخرت والوظيفة الوحيدة التي تحصل عليها لم تكن دائمة، حيث عمل كمستخلف في إحدى الشركات العمومية وجمع بعض المال لتحقيق طموحاته ومستقبل واعد بالهجرة نحو الضفة الأخرى، وكانت أقرب وسيلة لكي يطلع بها على عالمه الذي بدأ يحضر له للهروب من مشاكله اليومية هي الأنترنت، ومن خلال زيارته لمختلف المواقع عله يجد فرصة لتحقيق أحلامه، فكل موقع كان يعرض فيه مسابقة أو وظيفة كان يشارك فيها وقد تلقى في إحدى الأيام عرضا لوظيفة بإحدى المؤسسات بإفريقيا والتي طلبت من الراغبين في العمل إرسال مجموعة من الوثائق عبر البريد الإلكتروني للشركة الذي كان يحمل رقم هاتفها وشعارها الشيء الذي صدقه واعتقد أن باب المستقبل فتح له، خاصة وأنه تلقى رسالة بخصوص قبول ملفه ولاستكمال الإجراءات عليه إرسال مبلغ 450 دولار لحساب الشركة، غير أنه لم يستطع تحويل المال في الجزائر فسافر إلى تونس، غير أن نفس الشيء حدث معه لأن تحويل الأموال ليس مسموحا به وبعدها قرر الاتصال بشقيقه المغترب بفرنسا الذي قام بتحويل المبلغ له وبعد فترة تلقى رسالة إلكترونية أخرى تطالبه الشركة فيها بإرسال مبلغ 300 دولار، مما جعل الشكوك تراوده غير أنه قرر عدم إرسال المبلغ وانتظار رد الشركة الوهمية غير أنه لا حياة لمن تنادي خاصة وأنه أرسل جميع مدخراته من عمله المؤقت في مؤسسة وطنية وكانت له هذه الحادثة كصفعة مؤلمة، وقد اتصل بقريب له في القنصلية سرد له الواقعة ليتفاجأ برد قريبه أنه ليس وحده الضحية بل إن المئات إن لم نقل العشرات وقعوا في كمين التلاعب وخداع مواقع المسابقات الخيالية التي لا أساس لها من الصحة.