خرج المشاركون من ملتقى الولاية التاريخية الرّابعة الذي عقد بولاية عين الدفلى بجملة من التوصيات، منها دعم مؤسسة ذاكرة الولاية التي تسعى كما قال العقيد يوسف الخطيب إلى استباق الزمن قبل رحيل الرّعيل الأوّل للثورة وعقد ملتقيات أخرى بولايات تنتمي إقليميا إلى الولاية التاريخية، إلى جانب تعزيز مسار كتابة التاريخ الذي يبقى إشكالية كبيرة تتقاذفها الأنانية وزعامة البعض وعزوف المؤرّخين والكتّاب خشية الفتنة الكبرى أمام قلّة الوثائق الأرشيقية. تضمّن الملتقى الذي دام يومين 20 محاضرة تصبّ في مجملها حول دور الولاية في المساهمة في رسم معالم الاستقلال بحضور ما يقارب ال 500 شخص، من بينهم مجاهدون قدموا من عدّة ولايات تحمّلوا مشقّة المرض والسفر، إلى جانب كاتبين وصحفيين فرنسيين وهما هيلان كريست أرلينسان وكريستيان فيلين اللذين اعتبرا مسألة الاعتراف لفرنسا الكولونيالية بجرائمها مسألة صرورية لتجنيب الجيل الجديد كلّ تصادم، بل بالعكس الانسجام وربط العالاقات المتينة وسط نقاش مفتوح بين الأسرة الثورية والأساتذة بعدما آثر البعض من صانعي ملحمة الثورة السكوت والانزواء. حيث خرج المشاركون من ملتقى الولاية التاريخية الرّابعة الذي عقد بولاية عين الدفلى بجملة من التوصيات. وقد أشار الأستاذان الدكتور عبد القادر فكاير وأمحمد دراوي إلى أن العائق الكبير هو نقص المادة الأرشيفية التي تدعّم مسار البحث، حيث يوجد كما قال قرابة الكيلومترين من المادة في مركز (أيكس برفو نس) بفرنسا لكن القائمين عليه يشيرون إلى أنه مشمّع ومغلق للضرورة التاريخية إلى غاية 2030 سنة أمام كما قال بعض المتدخّلين تقاذف الأنانية وزعامة البعض وعزوف المؤرّخين والكتّاب خشية الفتنة الكبرى أمام قلّة الوثائق الأرشيفية. ولعلّ من بين المحاضرات التي استقطبت اهتمام الجميع المحاضرة التي ألقاها يوسف الخطيب باعتباره آخر قائد للولاية يملك الكثير من المعلومات حول مسار الثورة بالولاية الرّابعة ابتداء من القائد الأوّل رابح بيطاطا مرورا بالشهيد أعمر أوعمران ثمّ العقيد سليمان دهيلس المدعو سي الصادق، وبعدها أمحمد بوفرة والشهيد صالح زعموم وصولا إلى سي حسان، حيث سرد بعض الحقائق المغيّبة من محطّة الثورة. كما قدّم المجاهد محمد المتيجي أحد سجناء الحقبة الاستعمارية مدى قساوة الاستعمار من خلال استعماله لمختلف أساليب التعذيب بغية استنطاق المجاهدين والمتعاطفين مع الثورة، حيث أكّد أن ألفي شخص تمّ الحكم عليهم بالإعدام في الولاية الرّابعة، من بينهم 200 شخص طالتهم المقصلة. وقد لجأت فرنسا إلى بناء أكثر من 21 سجنا و25 معتقلا و156 محتشد وعشرات المباني التي كانت تستعمل للتعذيب في عدّة مناطق من الولاية الرّابعة التاريخية، ولعلّ أهمّ السجون التي ما تزال زنزاناتها تشهد على فظاعة ووحشية الاستعمار الفرنسي سجن (بربروس) بالعاصمة وسجن البروافية (كامورا) بولاية المدية و(بوفيس) بالشلف، إلى جانب مراكز التعذيب السرّية على غرار )فيلا سوزينيّ بأعالي العاصمة (الأبيار) ومصنع الحلوى بحسين داي حوش بوفندورة الواقع ببومرداس ومزرعة باب القرط بالمدية وحظيرة العلف بولاية الشلف.