اختتم الملتقى الوطني لمؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية بولاية عين الدفلى باصدار جملة من التوصيات بعد يومين من المحاضرات والمداخلات التاريخية لباحثين ومختصين ومجاهدين رعيل الثورة التحريرية، أكدوا على ضرورة الإسراع في كتابة التاريخ والضغط على فرنسا للإعتراف بجرائمها الوحشية. حرص المشاركون على إشباع نهمهم من المواقع التاريخية وأحداث الثورة التحريرية التي مازال جزء كبير منها لم يسجل ويقدم لجيل الإستقلال الذي ظل شغوفا لهذا الميراث المنيع من التشويه والتزييف الذي تحاول بعد الأطراف طمسه واستغلاله لأغراض شخصية. اكد على هذا بعض المجاهدين الذين إلتقت بهم «الشعب» خلال الملتقى الذي القت فيه 16محاضرة و3 مداخلات تناولت بالتحليل والدراسة للمحطات التاريخية بالولاية الرابعة والاحداث ذات البعد الوطني من مجازر 8 ماي ومظاهرات الطلبة وإضرابهم ومؤتمر الصومام. المحاور مناقشة من طرف الحضور الذي فاق 700 مشارك من طلبة مجاهدين وأساتذة وباحثين وكتاب وصحافيين من داخل الوطن وخارجه بما فيهم أجانب وسفير كوبا وبعض الولاة والوزراء السابقين. المشاركون والمتدخلون في تقديم المواضيع حرصوا على عملية التسجيل والدراسة والنقد لما جمع وما كتب. وهي مسائل وقف عندها هؤلاء رغم تشابكها وامتدادها الزمني في ظل تنوع الآراء والطرح الذي ترفعه الولاية الرابعة التي ظلت في عملها التنسيقي مع الولاية الخامسة من حيث التعامل والمساعدة رغم الإختلافات الحادة التي عرفتها بعض الولايات في الكيفبة وليس في الهدف. حسب العقيد سي حسان المدعو يوسف الخطيب فإنه لا بد من الإسرا ع في كتابة التاريخ وتمكين الإرادة السياسية من فرض منطق اعتراف فرنسا حيث حضر كاتبان وصحفيان وهما هيلان كريست ارلينسان وكريستيان فيلين اللذين اعتبرا مسألة الإعتراف لفرنسا الكولونيالية بجرائمها مسألة صرورية لتجنيب الجيل الجديد كل تصادم بل بالعكس الإنسجام وربط العالاقات المتينة. بالنسبة لآخرين بات من الضروري تحقيق ما تهدف إليه الولاية الرابعة من كتابة التاريخ وتسجيل مواقفه حفاظا على الذاكرة التاريخية. شدد هؤلاء على تسجيل الأحداث والوقائع والشهادات الفردية والجماعية والتي لن تكون إلا بالدعم الكافي قصد الوصول إلى أهدافها. لكن لن يكون ذلك إلا بالترتيب والتصنيف والدراسة والتحليل من طرف مختصين وتقديم الإرادة السياسية لهذا الملف الذي ينتظره الشعب الذي يخشى من الإنزلاقات والتزييف لحقائق ثورته الناصعة رغمÅ الطعنات التي جاءتها في الظهر على حد قول بعض المجاهدين. ودعا الكثير ممن حاورناهم إلى توظيف السينما في كتابة الأحداث وتمثيلها وفق منظر يستند مرجعيته من المرصد الوطني الذي تسعى ذاكرة الولاية الرابعة لتحقيقه.