انتفض عشرات المحتجّين المنحدرين من حيي (الصنوبر) و(السكنات التطوّرية) ببلدية الجلفة صبيحة يوم أمس ضد واقعهم المعيشي المزري واحتجاجا على ما وصفوه بالوضعية الكارثية التي أصبحوا يعيشونها خلال السنوات الأخيرة، حيث عبّروا عن جام غضبهم من سياسة التهميش واللاّ مبالاة التي تنتهجها السلطات المحلّية اتجاههم منذ عدّة سنوات. حسب بعض مواطني الحيّين الذين صرّحوا ل (أخبار اليوم) فإن ما دفعهم إلى الاحتجاج بهذه الصورة وإقدامهم على غلق الطريق الوطني رقم 01 الرّابط بين ولايتي الجلفة والأغواط هو شعورهم بالتهميش والإقصاء من المشاريع التي استفادت منها بلديتهم، بدليل الوضع المزري الذي يوجد عليه الحيّان نتيجة غياب تهيئة الشوارع وانعدام ماء الشروب. المحتجّون ندّدوا بما أسموه الإقصاء والتهميش الذي يتعرّض له الحيّان منذ سنوات على أيدي المسؤولين المتعاقبين على تسيير شؤونهم، رافضين بشدّة مواصلة سياسة الهروب إلى الأمام التي باتت حسبهم من الأساليب المتعمّدة التي يعاملون بها كلّما قصدوا مصالح البلدية أو بعض الإدارات العمومية للاستفسار عن مطالبهم التنموية المرفوعة من قبل. ولعلّ النقطة التي أفاضت الكأس وجعلت سكان الحيّين يتجمّعون هو انعدام الماء الشروب من حنفياتهم، حيث أشاروا في ذات السياق إلى أنهم يشترونها بأثمان باهظة من أصحاب الصهاريج، مؤكّدين أن المياه لم تصلهم إلى يومنا هذا، ما جعلهم يعتمدون على جلبها من الصهاريج بأسعار تراوحت بين 700 و800 دينار على حدّ قولهم. وعليه، طالب السكان بحلّ هذا المشكل الذي أصبح في كلّ مرّة يؤرّقهم إلى جانب المشاكل الأخرى، منها تعبيد الطرقات التي ما تزال عبارة عن مسالك، كما طالبوا بتزويد الحيّين بالإنارة العمومية وإصلاحها في حال العطب، وكذا توفير النّقل العمومي بنوعيه الجماعي والفردي وتزويد الحيّين بالهاتف والأنترنت. من جهة أخرى، تعرّض كذلك المحتجّون لمشكل المرافق العمومية الضرورية، والتي قالوا عنها إنها منعدمة منذ أكثر من 16 سنة، وقد أشاروا في ذات السياق إلى أنه رغم النّداءات والشكاوى التي رفعوها إلى كلّ الجهات المعنية إلاّ أنها لم تجد آذانا صاغية، وهم الآن يناشدون السلطات الولائية وعلى رأسهم والي ولاية الجلفة ضرورة التدخّل السريع لإيجاد حلول سريعة لانشغالاتهم. وتجدر الإشارة إلى أن سكان حيي الصنوبر وشعوة قاموا في عدّة مرّات بمراسلة الجهات المعنية للتكفّل بانشغالاتهم، لكن لا حياة لمن تنادي على حدّ تعبيرهم، وقد أعرب لنا سكان الحيّين عن أملهم في تجسيد تلك المطالب والانشغالات التي رفعوها وهدّدوا بالعودة إلى الاحتجاج ثانية في حال عدم تلبيتها.