جدّد أمس الاثنين سكان الأحياء الفوضوية والسكنات الهشّة بالجلفة اعتصامهم أمام مقرّ الولاية تنديدًا منهم بسياسة التهميش واللاّ مبالاة التي تنتهجها السلطات الولائية والمحلّية اتجاه وضعيتهم المعيشية المزرية داخل سكناتهم الهشّة الآيلة للسقوط في أيّ لحظة، وقد طالب المعتصمون بضرورة إحصائهم وإيجاد حلّ للوضعية المزرية التي يعيشون فيها منذ عدّة سنوات· المحتجّون وفي تصريحاتهم ل (أخبار اليوم) طالبوا السلطات بضرورة ترحيلهم ومنحهم مساكن اجتماعية تحفظ كرامتهم، مشيرين في ذلك إلى أن البيوت المتبقّية أصبحت مهدّدة بالانهيار على رؤوس أصحابها جرّاء عملية الهدم، وأشاروا في ذات السياق إلى أنهم سئموا الانتظار والوعود المتكرّرة التي لا طائل من ورائها، كما أكّدوا أن أوضاع أطفالهم الصحّية تدهورت بسبب اضطرارهم إلى المبيت في أماكن غير لائقة، مؤكّدين في ذلك أنهم لن يتراجعوا عن الاحتجاج إلى حين تخليصهم من وضعيتهم السكنية المزرية. وأشار كذلك أصحاب التنازلات المقدّر عددهم بحوالي 144 شخص إلى أنهم مُحصون سنة 2007 لكن لم يتمّ ترحيلهم كباقي السكان، خصوصا وأنهم أصحاب حقّ وفق ما تؤكّده الوثائق التي يحوزون عليها على حدّ تعبيرهم، مضيفين أن إقصاءهم من قوائم المرحّلين التي أعدتها اللّجان المختصّة في وقت سابق يعتبر إجحافا كبيرا في حقّهم، مؤكّدين أنهم ضحايا هذه اللّجنة· وبالرغم من عديد الشكاوَى التي رفعها هؤلاء إلى السلطات المحلّية والولائية إلاّ أنها بقيت حبرا على ورق، وإلى جانب ذلك عبّر العديد منهم عن استيائهم من كثرة الوعود التي تلقّوها من قبل ذات السلطات بترحيلهم في كلّ مرّة إلى سكنات لائقة لكن تدخّل السلطات المحلّية وتنقّلها إلى عين المكان وتحاورها مع المحتجّين وإقناعهم بضرورة لم يجد نفعا· وأمام هذا الوضع لم يجد المحتجّون من طريقة للتعبير عن غضبهم وسخطهم سوى سلك طريق الاحتجاجات لمطالبة السلطات بالتدخّل السريع والعاجل مهدّدين في سياق آخر باستعمال أساليب أخرى في الاحتجاج في المرّات القادمة·