** هل أذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يؤذن ولماذا؟ * لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن، وإنما اختار أحد أصحابه ليكون مؤذنا، ففي سنن أبي داود من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه في قصة بدء الأذان قال: (...فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتاً منك). وقد ورد بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن مرة في سفر، ففي سنن الترمذي: (...فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته..). وذكر بعض العلماء أنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بلالاً بالأذان في ذلك السفر، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (.. وكذا جزم النووي بأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن مرة في السفر وعزاه للترمذي وقوّاه ولكن وجدناه في مسند أحمد من الوجه الذي أخرجه الترمذي ولفظه فأمر بلالا فأذن فعرف أن في رواية الترمذي اختصارا). ومما يفسر عدم قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأذان هو أنه كان مشغولا عن رقابة الوقت بتدبير أمور المسلمين وكان هو إمامهم في الصلاة، وفي هذا توجيه لأهمية تعاون الإمام والمؤذن في ضبط أوقات الصلاة، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين). وقال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (والمؤذن مؤتمن: أي أمين على صلاة الناس وصيامهم وإفطارهم وسحورهم ...).