ظاهرة غريبة وغير مستحبة أصبح يعتمدها الباعة والتجار خلال شهر رمضان، حيث تحوّلت مداخل المساجد إلى ساحة لعرض السلع وهي الفرصة التي ارتأى فيها هؤلاء بيع مختلف سلعهم دون أدنى مراعاة واحترام للمصلين. هو المشهد الذي نشاهده تقريبا عند مداخل أغلب مساجد العاصمة، حيث تجد تجارا يبيعون الخضر والفواكه، وربما حتى الملابس، وغيرها من المواد التي يستهلكها المواطنون في هذا الشهر، ولعل الظاهرة وإن لم تسبب إزعاجا للبعض، إلاّ أنّ آخرين يعتبرونها عادة مشينة، لاسيما التجار الذين يركنون سياراتهم أمام المساجد ويغلقون الطريق على المصلين، يقول لنا عمي عبد رحمان بمسجد النور بطقارة (الأمر أصبح لا يطاق بسبب هؤلاء التجار الذين أغلقوا كل المنافذ أمام المصلين حيث تعرقل سياراتهم حركة المرور خصوصا في شهر رمضان أصبحت الظاهرة تتكرر؟ وبات الازدحام والاكتظاظ سيد الموقف خلال الأيام الأولى من هذا الشهر الكريم وبات المسجد لا يخلو إلاّ بعد 15دقيقة، أو أكثر من انقضاء الصلاة، وهناك من له مشاغل وأعمال، ولذا يجب على الأقل أن يختار هؤلاء مساجد تكون مساحاتها كبيرة، حيث يستطيعون التوقف وركن تلك السيارات. (الهادي . ي) من جهته لم يجد في الأمر أي إحراج، يقول: (أرى أنّ هؤلاء التجار لا يزعجوننا، بل بالعكس من ذلك يساعدوننا، ويقدمون لنا خدمات جليلة، حيث أنهم ينقلون سلعهم إلينا، وعادة بأسعار معقولة، أما الاكتظاظ فيمكن أن يسببوه كما يمكن أن يسببه مصلٍٍ يركن سيارته بقرب المسجد، فهذه الظاهرة منعزلة، ولا بد لها من حل، ولا حل لها إلاّ أن يفكر المصلون في التسامح مع بعضهم، ويعملوا على تسهيل المرور، خاصة وأنّ البعض منهم منزله يتواجد قرب المسجد، ولكنه مع ذلك يأتي بسيارته، ويسبب بذلك اكتظاظا خانقا). وقد تحدثنا إلى رضا الذي كان يتحدث إلى أحد المصلين، ويحاول أن يفهمه أن وضع الطاولة قرب المسجد لا يعرقل أحدا، بعد أن تلقى بعض الانتقادات من مصلين طلب منه بعضهم أن يحمل طاولته التي يضع عليها مختلف أنواع الأجبان، وأن يبيع في مكان لا يضايق منه المصلين، ولكنه لم ير في الأمر ذلك، بل قال لنا: (لا أدري لم يعتقد هؤلاء المصلون، أو البعض منهم، أنّ في الطاولة التي أنصبها إزعاجا، رغم أنها صغيرة، ولا تحتل إلا ساحة صغيرة، وكان الأجدر بهؤلاء الذين ينتقدوني أن يفعلوا ذلك مع بعض المصلين، سامحهم الله، والذين يقطعون بسياراتهم الطريق، أنا لا أنادي أو أصرخ لجلب الزبائن لاقتناء السلعة بل لا أحرك ساكنا حتى يوجهون إليّ أصابع الاتهام والانتقاد بهذا الشكل، ويطردونني من مكان أسترزق منه لإعالة أسرتي فأنا لا أرى إنني أزعج أحدا، بالعكس من ذلك، أحترم كلّ آداب المسجد، وآداب الوقوف والمصلين ففرصتي الوحيدة التي أجلب فيها بعض الدنانير هي وقت انتهاء الصلاة حيث أحظى ببيع السلعة المتبقية).