لم يجد النّظام المخزني المغربي غير ورقة القمّة المغاربية ليساوم بها الجزائر، ويحاول من خلالها أن يبتزّها لدفعها إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين دون تسوية كلّ الملفات والقضايا العالقة، خصوصا الأمنية منها التي تحول دون فتحها. حيث زعم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران أن (ظروف انعقاد القمّة المغاربية لم تنضج بعد)، مدعيا أنه (مادام لم تفتح الحدود بين المغرب والجزائر فإن القمّة ستكون شكلية). قال بن كيران في حديث خص به صحيفة (التجديد) المغربية نشرته يوم الخميس إن الشعبين المغربي والجزائري تربطهما علاقات الأخوّة والمحبّة، مدّعيا أنه (مع الأسف الشديد القيادة الجزائرية لها رأي آخر وتعاكسنا في وحدتنا الترابية) في إشارة إلى موقف الجزائر من القضية الصحراوية العادلة، مضيفا أن المغرب يراهن في سياسته مع الجزائر على المستقبل وعلى التاريخ، ومشيرا إلى أنه (في النّهاية لا يمكن أن تتصالح ألمانيا وفرنسا وتظلّ الجزائر في خصام مع المغرب). ويبدو أن نظام المخزن يحاول استفزاز الجزائر وابتزازها بالوحدة المغاربية لدفعها باتجاه فتح الحدود رغم المخاطر الأمنية النّاتجة عن ذلك في غياب استراتيجية واضحة للوقوف في وجه (غول التهريب) والمخاطر الأمنية، كما يحاول دفعها إلى تغيير موقفها من قضية الشعب الصحراوي الشقيق الذي تدعّم الجزائر حقّه في تقرير مصيره بنفسه، بعيدا عن هلوسات النّظام المغربي. للإشارة، فقد تجدّد الغموض حول موعد انعقاد قمّة الاتحاد المغاربي التي كان مقرّرا عقدها في العاشر من أكتوبر المقبل بعد أن أعلن النّاطق الرّسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني أن تاريخ انعقاد القمّة المغاربية ما يزال محلّ مشاورات، وأكّد أنه سيتمّ تحديده عند استكمال مسار التحضير. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بلاني قوله إثر التصريح الذي أدلى به النّاطق الرّسمي للرئاسة التونسية عدنان منصر بشأن تاريخ قمّة اتحاد المغرب العربي المزمع انعقادها حسبه يوم 10 أكتوبر المقبل بمدينة طبرقة التونسية، والتي قد يتمّ تأجيلها إلى تاريخ لاحق: (إن تاريخ انعقاد هذه القمّة ما يزال محلّ مشاورات وسيتمّ تحديده عند استكمال المسار التحضيري لضمان أفضل شروط النّجاح لهذا الموعد الهام). وفي سياق آخر، ندّدت الحكومة الصحراوية ب (التعنّت الخطير) المنتهج من طرف السلطات المغربية، والذي يقف (عائقا) في وجه مساعي التسوية الأممية للقضية الصحراوية. وطالبت الحكومة الصحراوية في بيان أوردته وكالة الأنباء الصحراوية مجلس الأمن الدولي ب (تفعيل توصيات الأمين العام للامم المتّحدة وقرار المجلس الأخير القاضي بضرورة تمكين بعثة الأمم المتّحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية من القيام بعملها كاملا كبعثة دولية وخاصّة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية). وذكّر البيان بسياسة العرقلة المغربية المتمثّلة في رفض التعاون مع السفير الأمريكي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتّحدة. من جهة أخرى، وافق البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا الإيطالية على تأسيس مجموعة برلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي (السلام للشعب الصحراوي)، حسب ما أفادت به وكالة الانباء الصحراوية. وأوضح ذات المصدر أنه بعد أن صادق البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا المتكوّن من 51 عضوا بأغلبية أعضائه على تأسيس المجموعة البرلمانية تمّ التوقيع على ذلك خلال حفل استقبال لاطفال صحراويين بحضور ممثّل جبهة البوليزاريو بالمنطقة. وأبرز نائب رئيس البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا في ندوة صحفية عقب الجلسة العادية للبرلمان أنه (بإمكان الشعب الصحراوي أن يعوّل دائما على الدّعم السياسي والإنساني من قبل منطقة توسكانا). وفي سياق ذي صلة، التقى رئيس منطقة بوليا الإيطالية السيّد نيشي فاندولا من الحزب الديمقراطي (اليسار) بمقرّ المنطقة مجموعة أطفال صحراويين في إطار مشروع (سفراء السلام الصغار). وأكّد السيّد فاندولا خلال اللّقاء أن منطقة بوليا (صديقة الشعب الصحراوي)، مضيفا أن (مسار دمقرطة المغرب لا يمكن أن يكون فعليا إذا لم يعترف بمسألة حقوق الشعب الصحراوي)، وأشار إلى أن (الأشخاص المحرومين من حقّهم في وطن وأرض يقاسمون ميزة مشتركة: هم متعطّشون إلى العدالة وهؤلاء الأطفال الذين نستضيفهم اليوم فقدوا حقوقهم كونهم لم يحصلوا أبدا عليها)، وأضاف أنه (بإمكان هؤلاء الأطفال أن يكونوا أحسن سفراء لنقل مسائل الحرية والعدالة). وأشار رئيس المنطقة إلى أن المغرب يعدّ بالنّسبة للعالم (مكان يحتفل فيه النّاس وفيه شواطئ ساحرة ومدن جميلة، لكن العالم يجهل أن الصحراء الغربية بلد فيها ناس ترفض لهم حقوقهم منذ عدّة سنوات)، مُلحّا على ضرورة عدم نسيان السكان الصحراويين.