يخيّم شبح الاحتجاجات، باكرا، على الدخول المدرسي القادم، حيث تلوّح بعض التنظيمات النقابية بأنها (ستفسد) عودة التلاميذ إلى مدارسهم في حال ما لم تستجب وزارة التربية لمطالبها التي تراها مشروعة، في الوقت الذي تبدو فيه وزارة التربية غير مبالية بتهديدات مختلف النقابات، فيما لم تتردّد هذه الأخيرة في طرق أبواب أخرى بحثا عن تحقيق المطالب. أكّدت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة أنها سوف تلجأ إلى مجلس الدولة للاحتكام بينها وبين وزارة التربية الوطنية والمديرية العامّة للوظيف العمومي بعد إلغاء إدماج فئة عمّال المخابر من المرسوم التنفيذي 08/315 الخاص بالسلك التربوي لقطاع التربية الوطنية، ملوّحة في الوقت ذاته بأنها سوف تنسف الدخول الاجتماعي القادم في حال استمرار تجاهلها من طرف الوصايا. أعلنت نقابة الأسلاك المشتركة أمس في بيان لها عن اتّخاذها قرار اللّجوء إلى مجلس الدولة للفصل في النّزاع القائم بينها وبين ووزارة التربية الوطنية مديرية الوظيف العمومي حول عدم إدماج فئة عمّال المخابر بالمرسوم التنفيذي 08/315، موضّحة أن هذه الفئة من خرّيجي المعهد التربوي، وأن مهامه تربوية وعلمية مثل فئة التدريس، كما حمّلت المفتشين العامّين للمواد العلمية والإدارية مسؤولية تجاهل هذه الفئة من طرف الوصية بسبب تواطؤهم مع الإدارة في إقصاء وتهميش عمّال المخابر الذين لا يقلّون أهمّية في سلك التعليم عن المدرسين من حيث المهام البيداغوجية والتربوية. كما أوضح بيان النقابة أن مناصب المعاونين والأعوان التقنيون للمخبر في طريق الزّوال، وقد تمّ تغيير تسميتهم في القانون الأساسي لمستخدمي القطاع إلى ملحق وملحق رئيسي بالمخبر الذين لهم الحقّ في الإدماج المفبرك، وهو ما اعتبرته النقابة بمثابة قهقرة لهذه المهنة التي لم يتغيّر منها في الأصل إلاّ الاسم الذي أحدث حديثا سنة 2006 لتغليط الرّأي العام. أمّا بالنّسبة لظروف العمل فهي نفسها، إذ يقضي المخبري الذي لم يتمّ إدماجه في السلك التربوي معظم أوقاته في المؤسسة التربوية بمعدل 40 ساعة في الأسبوع احتكاكا بالمواد السامّة والقاتلة، منها الغازية السائلة والصلبة كالمواد الكيميائية القابلة للانفجار، أو ذات خصائص أخرى يمكن أن ينجم عنها خطر على صحة المخبري الذي يتعرّض لمختلف الأمراض الخطيرة خاصة سرطان الرئة والثدي. كما لوّحت النقابة بنسف الدخول المدرسي القادم، حيث دعت كافّة المناضلات والمناضلين والعمّال إلى رصّ الصفوف وتوخّي الحيطة والحذر والاستعداد التام لخوض كافّة الأشكال النضالية، كالإضراب والاعتصامات والمسيرات التي سيتمّ الإعلان عنها في الدخول الاجتماعي المقبل، مطالبة بالمزيد من الالتفاف حول النقابة لتحقيق مطالبهم المشروعة.