تشهد محطة القطار بعين النعجة اكتظاظا كبيرا في الفترة الأخيرة، مقارنة عما كانت عليه سابقا، بعد عمليات الترحيل الكبيرة التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة إلى الحي الجديد عين المالحة، سواء إلى سكنات عدل، أو إلى السكنات الاجتماعية والتساهمية، حيث ازدادت الكثافة السكانية بدرجة ملفتة، وصارت محطة القطار التي كانت في وقت سابق فارغة تماما ويتخوف الكثيرون من الاعتداءات التي تحدث فيها، أما اليوم فقد أصبحت مكتظة عن آخرها، خاصة وأن كثيرين يفضلون استعمال القطار إلى مختلف الوجهات الشرقية والغربية هربا من اكتظاظ الطرقات واختناقها، وأيضا من الحرارة الشديدة، لا سيما ونحن في أيام الشهر الفضيل. من جانب آخر، تشهد محطة نقل الحافلات بدورها اكتظاظا هي الأخرى عبر كافة الخطوط تقريبا، أي إلى ساحة أول ماي، القبة، باش جراح، بروسات، بئر خادم، وبئر مراد رايس، وهو ما تسبب في استياء كبير بين المواطنين، الذين تتعطل مصالح الكثير منهم، يوميا، نتيجة قلة الحافلات، من جهة، والاكتظاظ الرهيب من جهة ثانية، ما دفعهم إلى المطالبة برفع عدد الحافلات، إلى مختلف الاتجاهات، معتبرين أن الأمر طبيعي جدا، بعد عمليات الترحيل الكبيرة التي شهدتها المنطقة، وارتفاع الكثافة السكانية، وأنه من المفترض أن يتم التفكير في زيادة عدد وسائل النقل، قبل أن يطالب المواطنون بذلك. وازدادت حدة الأزمة مع وسائل النقل في شهر رمضان المبارك، نظرا لخروج الكثيرين في نفس الوقت من أماكن العمل، ومن المنازل، ومن الأسواق، ما يجعلهم يتهافتون بصورة كبيرة على وسائل النقل، مستغربين كيف تراجع عددها في الشهر الفضيل رغم كثرة الطلب عليها. الناقلون من جانبهم، وحسب عمي علي، وهو ناقل على الخط الرابط ما بين عين النعجة وبن عمار، لا يعود بالدرجة الأولى إلى قلة الحافلات في حد ذاتها، وإن كان لم يلغ هذا السبب، وإنما قال إن الأمر راجع إلى تأخر الكثير من الناقلين عن الالتحاق بمناصب عملهم في الوقت المحدد، وتأخرهم في النوم أحيانا إلى ما بعد الظهيرة، بالإضافة إلى توقف البعض الآخر عن العمل بمجرد وصول الساعة إلى حدود الثالثة زوالا نظرا للاختناق الكبير الذي تشهده الطرقات في هذا الوقت، وهو ما يجعلهم يقطعون المسافة الطبيعية لخط سيرهم في حوالي ساعة إلى ساعة ونصف أحيانا، فيما كانوا في الأيام العادية يقطعونها في حوالي نصف ساعة إلى أربعين دقيقة على الأكثر. المواطنون اشتكوا أيضا إلى جانب قلة وسائل النقل، خاصة في ساعات المساء، من لجوء بعض الناقلين إلى ملء الحافلات عن آخرها إلى درجة أن الوقوف فيها يصبح مستحيلا، ناهيك عن الحرارة الشديدة، ومشاق وتعب الصيام، والاختناق المروري، ما يجعل الكثيرين على أعصابهم، مسببا حالة توتر شديدة، تؤدي في العديد من المرات إلى وقوع ملاسنات كلامية ومناوشات ما بين الركاب والقابضين من جهة وما بين الركاب مع بعضهم من جهة أخرى، فيما ينتظر سكان عين النعجة، أن تلتفت إليهم السلطات المعنية وتعمل على رفع عدد وسائل النقل بشكل يتناسب والكثافة السكانية التي صارت عليها المنطقة.