تعرَّض مسجد في سريلانكا لهجوم جديد هو الأحدث في سلسلة وقائع استهدفت فيها الأقلية المسلمة. كما تعرضت امرأة مسلمة لهجوم في واقعة منفصلة بالمكان نفسه. وكان مسرح هذه الهجمات في شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية من التاميل والذي شهد صراعًا عرقيًّا طويلاً. وكانت الحكومة السريلانكية قد طلبت في وقت سابق من نحو 160 داعية إسلاميًّا أجنبيًّا مغادرة البلاد بسبب مخالفتهم شروط الإقامة. واعتبر مسؤول الهجرة أن الدعاة وهم من بنغلاديش وباكستان والهند وبعض الدول العربية لا يحق لهم العمل كدعاة، لأن تأشيرة الدخول الممنوحة لهم هي لأغراض سياحية، زاعمًا أنهم تلقوا شكاوى من بعض المواطنين تتعلق بنشر هؤلاء الدعاة لأفكار لا تتناسب والمجتمع السيريلانكي. وكانت مجلة (فورين أفيرس) الأمريكية قد رصدت اضطهاد البوذيين للأقلية المسلمة في سريلانكا، والتعامل معهم بعنف وتعصب. ففي سبتمبر الماضي، هدم حشودٌ من السيرلانكيين بقيادة حوالي 100 من الرهبان البوذيين مزارًا للمسلمين في مدينة أنورادابورا السريلانكية. وحينما كان يلوِّح الحشد بأعلام ذات اللون الذهبي والأحمر المميزة للبوذيين في سريلانكا، أشعل أحد الرهبان النار في علم للمسلمين متسم باللون الأخضر، في إشارة لإهانة المسلمين هناك. وادعى الرهبان بأن هذا المزار على أرض كانت قد أُعطت للسنهاليين _ اللغة السنهالية تتحدثها مجموعة عرقية في سيرلانكا عددها 13 مليون شخص- منذ 2000 عام مضت، وأن لديهم حق الملكية الكاملة للجزيرة بأكملها كما هو مكتوبٌ عندهم فيما يصفونه ب(النصوص المقدسة). ولم يكن حادث الهجوم على المزار هو الوحيد حديثًا، فقد قاد عددٌ من الرهبان والكهنة البوذيين في مدينة دامبولا بوسط سريلانكا في أفريل الماضي تظاهرة حاشدة تجمَّع فيها أكثر من 2000 بوذي مطالبين بإزالة مسجد، بحجة أنه يقع في حدود منطقة مقدسة لدى البوذيين. وخلال 48 ساعة من هذه الحادثة، أمرت الحكومة السريلانكية بإزالة المسجد استجابة لمطالب الأغلبية البوذية. وكان هذا الهجوم على المسجد بمثابة (اليوم التاريخي)، حيث صاح فيه الرهبان القائدون للحشد: (النصر لمحبِّي السنهالية الذين تجري في عرقهم دماءٌ سنهالية وهم بوذيون). ولفتت المجلة انتباه العالم إلى بعض مظاهر اضطهاد الأقلية المسلمة في سريلانكا التي تعاني بشكل مستمر من ظلم وعدوان من البوذيين دون رادع.