أحال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، شيخا أزهريا أفتى بإهدار دماء من سيشارك في مظاهرات ضد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي القيادي في الجماعة، إلى التحقيق. وقالت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، في بيان، إن (الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية تلقت ما أُثِير في وسائل الإعلام بشيء من الغضب والقلق بخصوص فتوى إباحة دمِ مَن يخرج في مظاهرة يوم 24 من الشهر الجاري ضد رئيس الجمهورية، كما جاء على لسان المدعو هاشم إسلام، وهو واعظ بالدقهلية وليس عضواً بلجنة الفتوى بالأزهر كما يدَّعي). وقالت الأمانة العامة إنه لما أُثِير بهذا الصدد (تُقرِّرُ الأمانة العامة أن مجمع البحوث الإسلامية يستنكر ما جاء على لسان الواعظ المذكور، ومَن يُؤيِّده في رأيه؛ حيث إن الأزهر الشريف يُحرّم إراقة دماء الناس والمساس بأموالهم وأعراضهم؛ فهي معصومة ومحفوظة بنصوص الكتاب والسُّنَّة). وأكِّدت أن (الواعظ المذكور ليس عضواً لا بمجمع البحوث الإسلامية ولا بلجنة الفتوى بالأزهر، وهو مُحال إلى التحقيق في عدَّة وقائع تُمثِّلُ خُروجاً على مقتضى وظيفته كواعظٍ ينتسبُ للأزهر، وأن ما جاء في حديثه هو رأي خاص به لا يعبّر عن الأزهر من قريب أو بعيد). وطالبت المصريين بالالتفاف حول قيادتهم لإعلاء مصلحة الوطن والانتقال بمصر إلى مرحلة العمل والإنتاج والاستقرار، داعية المواطنين إلى التمسك بالوحدة و(عدم الالتفات إلى مُثِيرات الفتنة والخلاف وتمزيق الوطن). وكان السياسي المصري محمد البرادعي دعا، في وقت سابق، إلى محاكمة شيوخ أفتوا بإباحة قتال المتظاهرين المناهضين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وأكد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ضرورة محاكمة الشيوخ الذين يُفتون بقتال المتظاهرين (بسبب خروجهم على الحاكم لارتكابهم جريمة الخيانة العظمى)، محذِّراً من أن عدم محاكمتهم بشكل فوري (سيؤدي إلى الانزلاق إلى نظام فاشي يتستّر بعباءة الدين) على حد تعبيره. وفي السياق ذاته كان وكيل وزارة الأوقاف المصرية الدكتور سالم عبد الجليل، رفض فتوى صدرت عن أحد المشايخ في الأزهر قضت بهدر دماء كل من يُشارك في مظاهرات ستشهدها مصر يوم 24 أوت الجاري. وانتقد عبد الجليل، في مداخلة هاتفية لفضائية (سي بي سي) المصرية، فتوى صدرت عن شيخ أزهري تُبيح إهدار دم من يخرج في مظاهرات 24 أوت الجاري ضد جماعة الإخوان المسلمين، واعتبارهم من (الخوارج)، مؤكداً أن هذه القضية خطيرة ولا يمكن أن تصدر عن أزهري. وأضاف أنه لا يوجد شيء يحل دماء أي شخص، حتى لو كان مخطئاً، وأن (هذا الشيخ صاحب الفتوى كان يجب أن يراعي البعدين الاجتماعي والسياسي، وأن يراجع نفسه)، متمنياً أن يخرج الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ببيان يستنكر فيه هذه الفتوى. وكان الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أفتى، في فيديو مصوَّر له يتم تداوله على شبكة الإنترنت، ب(وجوب قتال ومقاومة) المشاركين في مظاهرات 24 أوت المقبل ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي (القيادي في الجماعة) وإهدار دمائهم، واصفاً إياهم ب(الخوارج). وكان عدد من النشطاء المصريين دعوا إلى مظاهرات واسعة تشمل جميع أنحاء البلاد ضد ما اعتبروها محاولات هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة المصرية من خلال اعتماد منهج إقصائي يستبعد شرائح عديدة من أبناء الوطن الواحد من المشاركة في إدارة البلاد. إلى ذلك أعربت الخارجية الأمريكية الخميس عن (قلقها البالغ) حيال ما وصفته ب(تقييد الحريات الإعلامية في مصر)، على خلفية قضية صحافيين مصريين سيُحاكمان قريبا لانتقادهما الرئيس محمد مرسي. وشددت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند على أن حرية التعبير والحريات الإعلامية هما في صلب (الأنظمة الديمقراطية الصلبة والديناميكية)، وتنسجم مع تطلعات المصريين الذين أدت ثورتهم إلى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الفائت.