ما إن ينقضي شهر رمضان الكريم، ويحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك، حتى يعقبه الناس بصيام ستة أيام من شهر شوال، والجزائريون كغيرهم من المسلمين، تعودوا على صيام هذه الأيام الستة مباشرة بعد نهاية شهر رمضان من كل سنة، وهذا عملاً بالسنة الشريفة، وحبا في كسب المزيد من الأجر والثواب، غير أن الكثير منهم، أصبحوا مترددين في صيامها هذه السنة، وهذا راجع للارتفاع الكبير في درجات الحرارة، في حين ينتظر البعض منهم انخفاضها تدريجيا في الأيام القادمة من شهر شوال هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك من ينتظر تناقص ساعات الصيام حتى يصوموا الأيام الستة في أحسن الظروف، وهي الظروف التي ينتظرها العديد من الناس، خاصة وأن درجات الحرارة بدأت فعلا بالانخفاض مقارنة بالأسبوع الأخير من شهر رمضان، الذي عرفت فيه درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا بلغ في بعض الولايات من الوطن الخمسين درجة مئوية. لقد أصبح الكثير من المواطنين لا يستطيعون تحمل مشقة الصيام، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وطول ساعات النهار، وهو ما دفعهم إلى تأجيل صيام الستة أيام من شوال برغم الأجر العظيم الذي تحمله إليهم، إلى حين انخفاض الحرارة، أو صومها على فترات، فرمضان هذا العام كان صومه شاقا على العديد من الناس، وهذا بسبب الفترة الصعبة التي حل فيها علينا هذا الضيف الكريم، والظروف القاسية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة، والتي بلغت ذروتها القصوى في آخر أسبوع منه، إضافة إلى الانقطاعات الكثيرة والمتكررة في الكهرباء، والتي عاشتها مختلف ولايات الوطن، هذا ما جعل رمضان هذا العام شاقا بالنسبة للعديد من المواطنين، وهو الأمر الذي دفعهم، إلى التفكير في تأجيل (أيام الصابرين) أو تقسيمها على فترات، وهم الذين اعتادوا على صومها ابتداء من ثاني أيام العيد مباشرة. وفي هذا الصدد، تقول لنا السيدة سامية، وهي عاملة بمؤسسة خاصة، بأنها اعتادت على صيام الستة أيام الأولى من شهر شوال، منذ صغرها، غير أنها هذه السنة لن تتمكن من صيامها كالعادة، وهذا لعدم قدرتها، لتضيف بأنها تعاني من تعب وإرهاق شديدين، خاصة وأنها صامت رمضان بمشقة كبيرة، لأنها مريضة، وكذا لم تستفد من عطلتها بعد، معقبة بأنها تأسف كثيرا على ضياع أجر وثواب هاته الأيام منها. ليضيف مواطن آخر، بأنه سيؤجل صيام الست أيام هذه المرة، إلى آخر شهر شوال، متمنيا انخفاض درجات الحرارة، لكي لا يضيع عليه الأجر العظيم لهذه الأيام المباركة. من جهتها تقول الآنسة مريم، بأنها لن تتوقف عن الصوم إلى حين الانتهاء من الأيام الستة، لتضيف بأنها اعتادت على الصوم طيلة الثلاثين يوما من شهر رمضان، لهذا فهي ستحاول جاهدة إتمام صومها، بصوم الستة أيام من شوال، خاصة وأنها لا تريد تأجيلها أو تركها لحين انخفاض درجة الحرارة، وهذا خوفا منها في أن تتكاسل وتتركها تضيع منها، ويفوتها أجر عظيم تتقرب به من الله عز وجل.