تحتفل الجزائر على غرار الدول الإسلامية بعيد الفطر المبارك الذي لا يزال متواصلا بعادات وتقاليد أضفت نكهة خاصة جدا بدأت منذ الأيام الأولى بشراء الملابس والاحتياجات وهدايا متنوعة، هذا إلى جانب تحضير ما لذ وطاب من الحلوى منها المقروط والبقلاوة، إلى جانب الدزيريات والمشوك والتشاراك وغيرها من الأنواع الأخرى التي تتفنن ربات البيوت في صنعها، هذا إلى جانب الأعمال المكثفة منها تنظيف البيت وتغيير الديكور وتزيينه لاستقبال العيد المبارك الذي نعيش أيامه الخاصة بعد انتهاء شهر كامل من الصيام أين اعتدنا على نمط غذائي ومعيشي مغاير مقارنة مع ذلك النمط المتبع طوال العام لدى الكثير من العائلات الجزائرية. سجلت هذه الأيام التي نحياها تغيرات مفاجئة في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول نتج عنها حدوث الكثير من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي تحمله الجهاز الهضمي دون سابق إنذار، حيث سجلت مختلف أقسام الطوارئ بالمستشفيات التي استنفرت كل أجهزتها لاستقبال أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة والأمعاء والانتفاخ، إضافة إلى تسجيل حالات من الإسهال الحاد، هذا بالإضافة إلى بعض حالات التسمم بسبب ذلك الإقبال الكبير والمفرط في تناول الحلوى والشيكولاتة خلال أيام العيد مما يؤدي إلى اكتساب الوزن الزائد، بالإضافة إلى ذلك فإن تناول الحلويات بعد الأكل مباشرة أو خلاله يؤدي إلى إصابة الأشخاص بالتلبك المعوي. هذه العادات التي يتبعها الكثير من المواطنين الجزائريين قد تكون سببا في إفساد فرحة العيد في هذا اليوم المميز نتيجة جملة المعاناة الصحية والمشاكل الغذائية الناجمة عن هذا التغيير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام وخاصة الحلويات التي تعتبر جزءا من عاداتنا وتقاليدنا في هذا اليوم المبارك والتي تكون تحتوي غالبيتها على نسبة عالية من الدهون والسكريات ومصادر مركزة للطاقة، إذ تم تحديد محتوى الكعكة الواحدة إلى حوالي 50 غراما من حوالي 820 سعر حراري أي ما يعادل الطاقة الموجودة في خبزة كاملة بوزن مائة غرام. وأمام هذه الحالات التي سجلت بقسم الطوارئ بمعظم مستشفيات الجزائر العاصمة ومنها مستشفى بني مسوس الجامعي، إلى جانب مستشفى مصطفى باشا الجامعي الذي كانت وجهتنا إليه خلال هذه الأيام المباركة للاطلاع على أهم الحالات التي استقبلت خلال عيد الفطر المبارك نتيجة الإفراط في تناول الحلوى مما يؤدي بدوره إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد ينتج عنه إسهال شديد مصحوبا بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى، ولعل أغلب الحالات التي شهدناها في قسم الطوارئ كانت لفئة أصحاب الأمراض المستعصية المصابين بداء السكري والسمنة وارتفاع الدهون في الدم وأمراض القلب والشرايين، أين حذرت إحدى الأخصائيات بالطب العام التي كانت متواجدة هناك لاستقبال المرضى من تناول كمية كبيرة من حلوى العيد التي تحدث عادة تحت ضغوط الضيافة والإلحاح الذي تعرفه معظم العائلات الجزائرية، وللخروج من مأزق الحرج الذي يقع فيه أغلب المواطنين من عدم تلبية رغبة المضيف يلجأ الكثير منهم إلى استبدال الحلوى بالفاكهة في الكثير من الأحيان. هذا ما أوجب مراعاة الظروف الصحية لهؤلاء الأشخاص المرضى من خلال إعداد أصناف تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية من خلال مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول كافة الأصناف الموضوعة على المائدة وتقديم الشاي والعصير أو الفاكهة كبديل لهؤلاء وتوفير حلوى لمرضى السكري والاعتدال في كل شيء وتنظيم الوجبات الغذائية.