قالت عدة مصادر إن السلطات الموريتانية بصدد تسليم عمر الصحراوي، أحمد قياديي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الصحراء إلي سلطات مالي خلال الساعات القادمة من أجل السماح لها بإكمال صفقة تبادل مع التنظيم للإفراج عن الرهائن الإسبان، ما يؤشر على توتر كبير جدا بين نواكشوط والجزائر بعدما اقتصر على باماكو. قالت المصادر ذاتها لوكالة الأنباء الموريتانية، أمس، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير العدل الموريتاني عابدين ولد الخير إلي باماكو أنضجت اتفاقا ثنائيا بين موريتانيا ومالي تم بموجبه إسقاط تهم الإرهاب عن عمر الصحراوي وإدانته بتهم لها علاقة بالحق العام من أجل تسهيل تسليمه للسلطات المالية ضمن اتفاق سابق بين الدولتين، وهو ما يعد تنازلا كبيرا من موريتانيا للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. وكانت نواكشوط قد اعتقلت عمر الصحراوي في عملية عسكرية بمالي ،ثم قامت بنقله إلي نواكشوط للتحقيق معه قبل عرضه على المحكمة الجنائية التي أدانته بخطف الأسبان وحكمت عليه بالسجن النافذ 12 سنة مع مصادرة كافة أمواله التي كان بعضها لدى الأمن منذ عملية اختطاف الأسبان على طريق نواذيبو قبل ثمانية أشهر بعد توجيه أصابع الاتهام إليه. وقال المصدر إن نواكشوط قلقة من حدوث تطورات سلبية في ملف الرهائن الأسبان خوفا من أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن مصرع ثلاثة أوربيين بعد مغامرة قام بها الجيش الموريتاني داخل صحراء مالي لتحرير الرهينة الفرنسي "جيرمانو" قبل إعدام الأخير من قبل تنظيم القاعدة.وكانت نواكشوط قد رفضت في بداية الأمر دفع أي أموال أو القيام بأي عملية تبادل مع قادة التنظيم المتشدد الذي يتخذ من مالي مقرا لقيادته ،واعتبرت مثل تلك الأفعال تشجيعا للإرهاب الدولي لكنها تراجعت تحت الضغط الأوربي والشعور بالذنب بعد عملية قام بها الجيش الفرنسي ضد أحد معاقل التنظيم بناء على معلومات استخباراتية خاطئة. و قالت مصادر متطابقة إن الجناح المتطرف في التنظيم الإرهابي الذي يقوده عبد الحميد أبو زيد والذي اعدم اثنين من الرهائن الغربيين، هدد بإعدام رهينتين اسبانيتين تحتجزهما المجموعة. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد صرح لها مسؤول في قناة الاتصال التقليدية المالية التي تجري مفاوضات بهدف الإفراج عن الرهائن في الساحل أن "أبو زيد" يفعل كل ما بإمكانه حاليا لتهديد حياة الرهينتين الاسبانيين". وقال المسؤول "انه يضغط" على مختار بلمختار المدعو بلعور، قائد المجموعة التي "تحتجز الرهينتين الاسبانيين كي لا يفرج عنهما. انه يرد بذلك على الهجوم الفرنسي الموريتاني الأخير" مؤكدا أن "الضغوط تزداد يوما بعد يوم"، وأضاف المسؤول أن "بلمختار يرفض لكن الأحداث قد تتجاوزه سريعا".وأكد الخبر مصدر إقليمي غير مالي، يشارك أيضا في الاتصالات الرامية إلى الإفراج عن الرهينتين الاسبانيين. وأوضح المصدر إن "البعض يظن انه تكتيك تفاوض لكن يجب أخذه على محمل الجد، وان أبو زيد، بعد الغارة الفرنسية الموريتانية، يضاعف الضغط على بلمختار لمنعه من الإفراج عن الاسبانيين، وقد يتفاقم وضعهما سريعا". وما زالت مجموعة بلمختار تحتجز الاسبانيين ألبرت فيللتا وروكي بسكوال اللذين خطفا في 29 نوفمبر 2009 في موريتانيا ونقلا إلى مالي. وقد أفرج عن اليسيا غامس التي خطفت معهما. وكان تنظيم درودكال قد أعلن إعدامه للرهينة الفرنسي ميشال جرمانو (78 سنة) في جويلية، بعد فشل حملة عسكرية فرنسية موريتانية في مالي لمحاولة العثور عنه وقتل خلالها سبعة من عناصر التنظيم.