أفرجت السلطات الموريتانية عن 27 مهربا ماليا، ينتمون إلى عصابة تهريب المخدرات ''سجناء لمزرب'' ، حيث غادروا السجن المركزي للعاصمة نواكشوط عشية أول أمس الاثنين، أين تم تسليمهم للسلطات المالية، هذه الأخيرة ستسلمهم للتنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط في منطقة الساحل، في إطار صفقة تبادل مع الرهائن الفرنسيين المختطفين بتاريخ 16 سبتمبر المنصرم بالنيجر. وكان الجيش الموريتاني قام شهر فيفري الماضي، بعملية عسكرية استهدفت جماعة إرهابية، تمكن إثرها من القضاء على ثلاثة عناصر واعتقال البقية ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة، وإثر تقديمهم للمحاكمة وجهت لهم النيابة تهما تتعلق بتهريب المخدرات ذات الخطر البالغ، وتقديم الدعم لمنظمات إرهابية، غير أنها أفرجت عنهم دون أن تصدر في حقهم أية أحكام. وحسب متتبعين للملف، فإن السلطات الفرنسية تكون قد فتحت باب المفاوضات مع جماعة عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد، المسؤول عن اختطاف الرعايا الفرنسيين العاملين بشركة ''أريفا'' الناشطة في مجال تخصيب اليورانيوم بالنيجر، حيث لم تخف السلطات الفرنسية استعدادها للتفاوض مع الإرهابيين من أجل ضمان عودة رعايا سالمين، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس، أن باريس مستعدة للتفاوض بالرغم من أنها لم تتلق أي إشارة عن إمكانية مباشرة المفاوضات، وهو ما اعتبره متتبعون محاولة لتغليط الرأي العام بالقول إن التنظيم الإرهابي لم يعلن عن مطالبه بخصوص المقابل المتعلق بتحرير الرعايا المختطفين، وربط المتتبعون هذا التمويه باتفاق مسبق يقضي بعدم التعرض لحياة الرهائن مقابل التكتم على كل أطوار المفاوضات وفحواها، ولا يستبعد أن يتم تسليم المهربين الذين قامت موريتانيا بإطلاق سراحهم في غضون الأيام القليلة المقبلة للتنظيم الإرهابي ومقايضتهم بالفرنسيين. بالمقابل، تطرح جهات متتبعة للملف تساؤلات عن أسباب تسليم نواكشوط لمهربين على علاقة بالتنظيم الإرهابي، ضبطتهم على أراضيها وهم بصدد تهريب كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة، دون أن تقوم حتى بمحاكمتهم، إن لم يكن لها ضلع في المفاوضات القائمة بين مختلف الأطراف الساعية حاليا إلى تحرير الفرنسيين من قبضة عبد الحميد أبو زيد، في أقرب الأوقات، قبل أن ''ينقض'' عليهم هذا الأخير، على غرار ما حدث مع كل من الرعية البريطاني إيدن داير الذي تم إعدامه ذبحا بعد أن رفضت لندن التفاوض بشأنه، وكذا الرعية الفرنسي ميشال جرمانو الذي تم إعدامه، بعد العملية العسكرية الموريتانية الفرنسية التي أسفرت عن القضاء على 6 إرهابيين. ولا تعد هذه الصفقة الأولى، حيث سبق وأن رضخت نواكشوط لضغوطات مدريد ومساومات باماكو، أين سلمت الإرهابي عمر الصحراوي لمالي الذي سلمته من جهتها للتنظيم الإرهابي وقايضته بالرعايا الإسبان.