الجزائر تعتزم افتكاك تجريم دولي لإطلاق سراح إرهابيين لقاء تحرير رهائن ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن السلطات الرسمية في مدريد تنظر إلى تسليم نواكشوط للإرهابي المالي عمر الصحراوي، إلى باماكو، بأنه الخطوة الأخيرة في طريق تحرير الرهينتين الاسبانيين المختطفين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي منذ نوفمبر 2009. وقالت ذات المصادر، نقلا عن دوائر حكومية إسبانية رفيعة، إن مدريد تنتظر إفراجا قريبا عن الرهينتين الاسبانيين، روكي باسكوال وألبير فيلالتا، خاصة بعد تأكيد مصادر رسمية فرنسية، نقلا عن وسطاء في المفاوضات، أن تنظيم دروكدال بات ينظر إلى عملية ترحيل عمر الصحراوي، المتهم الرئيسي باختطاف موظفي الإغاثة الإسبان، على أنه انتصار للتنظيم الإرهابي، وهو ما يصب في مصلحة الرهائن الإسبان. وبعد ساعات من عملية التسليم التي صاحبتها الكثير من التأويلات، بدأت تتضح معالم الصفقة التي تمت بين موريتانيا ومالي بضغط فرنسي وتزكية إسبانية، حيث أسقطت السلطات القضائية في مالي وموريتانيا صفة الإرهاب عن المتهم عمر الصحراوي، الذي صار مدانا فقط بقضية تتعلق بالحق العام، وهذا من أجل تسهيل إطلاق سراحه، بعد أن جددت نواكشوط عدم قدرتها على تقديم أي تنازل لصالح التنظيم الإرهابي، وتفادي ردة فعل قوية من طرف الجزائر، التي تعارض إطلاق سراح إرهابيين أو دفع فدى لقاء تحرير رهائن مختطفين. ويفهم بحسب المراقبين للشأن في منطقة الساحل، بأن الخطوة المالية- الموريتانية التي كانت تحت ضغط فرنسي، تأتي من باب تجنب باماكو ونواكشوط غضب الجزائر، والظهور بمظهر البريئين على اعتبار أن عمر الصحراوي أطلق سراحه لأنه متابع في قضايا الحق العام، وليس بالإرهاب، رغم إدانته من طرف إحدى المحاكم في نواكشوط بعقوبة السجن النافذ لمدة 12 سنة، وبتهم تتعلق بالإرهاب والخطف لصالح تنظيم إرهابي. وقد كان رد فعل الجزائر عمليا وسريعا، من خلال اعتزام الدبلوماسية تقديم مقترح للأمم المتحدة خلال اجتماعها السنوي شهر سبتمبر المقبل، يجرم إطلاق سراح إرهابيين معتقلين مقابل تحرير رهائن مختطفين لدى تنظيمات إرهابية، على شاكلة ما حدث شهر فيفري الفارط مع بين باماكو وباريس، والمتوقع حدوثه قريبا بين باماكو ومدريد، بتعاون موريتاني وضغط فرنسي وتزكية إسبانية، بعد أن تحقق للجزائر مطلب تجريم دفع الفدية لتنظيمات إرهابية لقاء تحرير رهائن مختطفين لدى تنظيمات إرهابية.