تعرف تجارة التين الشوكي أو كما تعرف بفاكهة (الهندي) أو (كرموس النصارى) عند البعض خلال هذه الأيام الأخيرة بولاية الجزائر انتعاشا كبيرا، حيث أصبحت تعرض بشتى الأشكال بمختلف أسواق الجزائر العاصمة منافسة بذلك الفواكه الموسمية الأخرى المتواجدة هي الأخرى بالأسواق منها التفاح والعنب، فبمجرد إعلان فصل الصيف قدومه الذي يتجلى في عدة مظاهر لعل أبرزها ارتفاع درجات الحرارة التي تكون مصحوبة بظهور أنواع مختلفة من الفواكه التي اجتمعت بالأسواق خلال هذا الفصل ومنها الهندي الذي تربع على أرصفة الطرقات والشوارع والأحياء لتتحول إلى أماكن تنصب فوقها طاولات لبيع هذه الفاكهة. وفي سوق باش جراح راح الكثير من الباعة يعرضون سلعتهم التي لقيت إقبال العائلات عليها بالأسواق والأحياء الشعبية من خلال ذلك الانتشار الواسع للباعة المتجولين وسط العمارات بل حتى بالأسواق وبجانب المقاهي الذين وجدوا فيها فرصة لكسب بعض الأموال خاصة منهم الأطفال والشباب الذين يأتون من مناطق مجاورة من أجل عرض منتجاتهم وممارسة هذا النشاط، معتمدين في ذلك على نقالات خاصة بالتين الشوكي، الذي يتم رشه بالماء ليحافظ على حيويته من جهة ويساعد في القضاء على الأشواك المتبقية التي تكون ملتصقة به من جهة أخرى، حيث يجتهدون في تنظيفه مع طلوع نهار جديد كل يوم، إذ تستمر العملية إلى غاية المساء من أجل إرضاء زبائنهم نظرا لأهميته الغذائية، حيث أصبح هذا المشهد يتكرر يوميا بأحياء باش جراح طيلة شهر أوت الذي يكثر فيه قطف هذا النوع من الفاكهة. فبسوق باش جراح وباقي أسواق العاصمة يتسابق العديد من الباعة لتقديم خدماتهم للزبائن وبيع السلعة التي يقومون بشرائها مبكرا من قبل باعة الجملة الذين يأتون بها من الولايات المجاورة، حيث أصبحت من بين المهن الموسمية التي تسد حاجيات الأسر حيث تتم عملية البيع سواء بالكيلو غرام الذي وصل سعره من 600 دج إلى غاية 800 دج أو بالحبة من خلال تقدير ثمنها بتقشيرها وتجريدها من غلافها الشوكي، وتستدعي العملية بضع دقائق لا أكثر ليستمتعوا بمذاقها المميز وسط الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة. وفي هذا السياق اقتربنا من أحد الباعة وهو شاب في مقتبل العمر الذي كان منهمكا بترتيب حبات الهندي ورشها بالماء فاستقبلنا بابتسامة رسمت على وجهه بقوله: (هل تريدون تذوق بعض الحبات إنها لذيذة وتطفئ حر الجو؟) وفي سؤالنا له عن سبب ارتفاع أسعارها أجاب بقوله: (إذا كان البعض يرى أن فاكهة الهندي غالية الثمن فإنني وباعتباري بائعا أرى العكس لأن تنظيف وتقشير هذه الحبات متعبا كثيرا خاصة مع تواجد أشواكه الرقيقة والمؤذية التي يستحيل التخلص منها نهائيا والتي تجعل العديد من المستهلكين يفضلونها منظفة حتى يتجنبوا متاعبها الأمر الذي يجعلنا نقضي يوما كاملا أمام طاولاتنا التي لا نغادرها عادة إلا بعد نفاد البضاعة، فأمام هذا التعب أنا شخصيا أرى أن سعرها مناسب، وليكن في علمكم أنني أعمل في الصيف ببيع هذه الفاكهة من أجل تأمين مصاريف الجامعة باعتباري طالبا في الصف الثاني تخصص علوم سياسية).