ازداد الإقبال هذه الأيام مع اقتراب الدخول المدرسي الذي تفصلنا عنه سوى أيام على أسواق ومحلات بيع المستلزمات المدرسية بولاية الجلفة، أين تشهد هذه الأخيرة حركة غير عادية للعائلات الجلفاوية التي بدأت تتوافد مع أبنائها المتمدرسين من أجل شراء كل ما يحتاجون إليه من أدوات مدرسية استعدادا للعام الدراسي الجديد. تستعد العديد من الأسر الجلفاوية هذه الأيام لاستقبال الدخول المدرسي المقبل الذي يتزامن مع موعد التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة بعد عطلة صيفية تزامنت مع شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، خاصة وأنّ هذه الأسر تكبّدت مصاريف كبيرة خلال هذه الصائفة، فبعد سباق رمضان وأيام العيد هاهي العائلات الجلفاوية تستعد لسباق آخر في مراطون الدخول المدرسي لتعاود من خلالها الركض من جديد باتجاه سوق المكتبات ومحلات بيع الأدوات المدرسية من أجل اقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائها من محافظ ومآزر وأدوات مدرسية، ومع بداية العد التنازلي لهذا الموعد قامت جريدة (أخبار اليوم) بجولة استطلاعية قادتها إلى مختلف محلات مدينة الجلفة المتخصّصة في بيع المستلزمات المدرسية وبعض الباعة الفوضويين أين وقفنا على الأسعار الملتهبة لهذه المستلزمات، وقد عبّر في ذلك لنا بعض المواطنين الذين اقتربنا منهم عن سخطهم جراء هذا الوضع الذي أرهق كاهلهم في صورة أكدت أنّ الدخول المدرسي سيشكل عبئا عليهم، بعد أن أتعبتهم مصاريف شهر رمضان المبارك والعيد، هذا وقد شهدت المكتبات ومحلات بيع الأدوات المدرسية بمدينة الجلفة تحضيرات مكثفة ونشاطا ملحوظا وتنافسا كبيرا حيث ازداد إقبال هذه الأسر عليها لشراء المستلزمات المدرسية، في الوقت الذي تعرف فيه من خلالها المكتبات والأسواق توافدا كبيرا من طرف الآباء والأبناء من أجل تخفيف الضغط عند الدخول، وفي هذا الصدّد وصل سعر المحافظ المدرسية إلى 650 دج إلى غاية 1600 دج وقد تنوعت مابين المحافظ البلاستيكية والجلدية، أما أسعار الكراريس فقد وصل سعر الكراس الواحد 64 صفحة ب 26 دج، أما كراس 96 صفحة فسعره 37 دج، في الوقت الذي وصل فيه سعر كراس من حجم 288 صفحة إلى 110 دج، و بالإضافة إلى هذه الأدوات تبقى المآزر مرتفعة الثمن مثلما وقفنا عليه بأسواق الجلفة وحاسي بحبح وعين وسارة، فالمئزر المدرسي تراوح سعره مابين 600 إلى 1000 دج لكلا الجنسين. الآباء يحذرون من السلع المغشوشة و افتقارها للجودة وفي سياق آخر حذّر الآباء وأولياء التلاميذ من الأدوات المعروضة التي قالوا أنها قد تكون مغشوشة وتحمل من خلالها الكثير من المخاطر على صحة التلاميذ، بالنظر للمواد التي تحتويها من مواد كميائية صنعت منها، مشيرين أنّ الظاهرة التي عرفوها في الموسم المنصرم تكررت هذه السنة، حيث أكدوا في هذا السيّاق أنهم متخوفون من الدخول المدرسي المقبل ومن اكتساح نوعية رديئة من المستلزمات المدرسية المستوردة من البلدان الآسيوية التي أشاروا على أنها لا تخضع للقوانين الصحية العالمية في ظل نقص الرقابة المفروضة على هذه الأدوات المدرسية. العائلات ذات الدخل الضعيف بين خيار الاستدانة أو الشراء بالتقسيط و إن كانت الأسواق تعد أقل تكلفة و أكثر مناسبة لجيوب المواطنين، إلا أنّ المكتبات المترامية عبر شوارع مدينة الجلفة تستغل هذا الموسم لتحقيق فرصتها في الربح وهو ما يجعل موعد التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة للكثير من هذه العائلات الفقيرة لا يعني شيئًا، فأبناؤهم حتما سيحرمون من نعمة التعلم لا لشيء سوى لفقرهم وعدم قدرتهم على التكفل بمصاريف التمدرس، هذا وتشير مصادر محلية إلى أنّ ولاية الجلفة تشهد ارتفاعًا في نسبة الأمية وسط الأطفال في عدة جهات من بلديات الولاية، خاصة منها الجنوبية والمناطق المعزولة، حيث حرموا من التعلم لصعوبة الحياة بتلك المناطق التي تعيش عزلة كبيرة، وهو نفس الوضع يعيشه العديد من أطفال كبرى مدن الولاية التي يقال عنها راقية، ليبقى أمل الآلاف من التلاميذ ينتظرون رحمة مديرية النشاط الاجتماعي ومصالح الشؤون الاجتماعية بالبلديات للاستفادة من المنحة، في الوقت الذي أعربت فيه العديد من العائلات ذات الدخل المحدود عن عجزها عن التحضير للدخول المدرسي، نظرًا لما يتطلبه هذا الحدث من مصاريف في ظل غلاء المعيشة، آملة في ذلك أن يكون هناك ضبط لأسعار الأدوات المدرسية في بعض المكتبات التي تستغل اقتراب بداية العام الدراسي الجديد المرتقب يوم 9 سبتمبر من الشهر القادم برفع الأسعار إلى أضعاف مضاعفة.