بعد مرور قرابة الأسبوع عن عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، لا زال مشكل اقتناء الأدوات المدرسية يؤرق عددا من الأسر والعائلات الجزائرية، لأسبابٍ عديدة تتراوح ما بين عدم استكمال التلاميذ للقائمة الكلية الخاصة بكافة المواد المقرَّرة، أو مشكل عدم كفاية مرتب الشهر الماضي، وعجز الأولياء عن تخصيص ميزانية محددة، لاقتناء الأدوات المدرسية لأبنائهم، بسبب المصاريف الكثيرة التي استهلكها شهر رمضان المبارك ومن بعد عيد الفطر، وغيرها من المشاكل الأخرى، التي جعلت الأولياء في دوامة من الحيرة والانشغال، خاصة وان كل يوم تأخير، يعني تراكماً في الدروس، وهو ما يعني مشاكل أخرى عديدة يكون في مواجهتها التلميذ ولا احد غيره. وشكَّل الارتفاع المفاجئ في أسعار الكراريس على وجه التحديد هذا الموسم، صدمة حقيقية للكثير من العائلات، سيما البسيطة منها والضعيفة الدخل، حيث بلغ سعر البعض منها ضعف ما كان عليه خلال المواسم الدراسية السابقة، ومع أن الأسعار تتفاوت دون شك حسب النوعية والحجم، وهو ما كان الجميع مدركاً له على مر السنوات، إلا أن الارتفاع مس هذه السنة كل النوعيات والأحجام دون استثناء، فعلى سبيل المثال فان كراس 288 صفحة، وهو للإشارة يعد أكثر الأنواع طلبا من طرف التلاميذ والأساتذة، قد وصل ثمنه إلى 120 دج، فيما كان لا يتجاوز ال60 دج خلال الموسم الفارط فقط، وتختلف الأسعار، بالإضافة إلى النوعية، حسب مكان عرضها أيضا، إن كان بالمكتبات والمحلات المتخصصة في بيع اللوازم المدرسية، أو على مستوى الطاولات الخاصة بذات الغرض، والتي تعرف انتشارا كبيرا بمختلف الأحياء والأسواق والأرصفة، وغالبا ما تكون الأسعار فيها منخفضة بنسبة لا باس بها تتراوح ما بين 15 إلى 20 دج، عن نظيرتها في المكتبات والمحلات. ومس الارتفاع أيضا كافة الأحجام الأخرى من الكراريس المدرسية، فكراس 192 صفحة بلغ سعره 80 دج، فيما كان يعرض بنحو 40دج سابقا، أما كراس 120صفحة، فقد وصل سعره هو الآخر إلى 35 دج، أما كراس 96 صفحة، والذي كان سعره لا يتعدى ال20 دج، فقد وصل ثمنه إلى 30 دج. وبعملية حسابية بسيطة، فان ثمن الكراريس فقط لا غير للتلميذ الواحد، علماً انه قد يحتاج، خصوصا في الطور المتوسط والثانوي، إلى ما لا يقل عن 8 كراريس من فئة 288صفحة، وربما مثلها من بقية الأحجام الأخرى، ما يعني أن حوالي 3000 دج أو أكثر، توجه لاقتناء الكراريس فقط، هذا دون احتساب بقية الأدوات المدرسية الأخرى، ودون احتساب ثمن المحفظة، فيصل الإجمالي للتلميذ الواحد فقط إلى نحو 6000 دج، وقد يتجاوزه أحيانا، ولنتخيل فقط ردة فعل كل ولي، له ثلاثة وأربعة أبناء متمدرسين أو أكثر، في مختلف الأطوار الدراسية. ومس الارتفاع كذلك، الكراريس الكبيرة الحجم، أو السجلات مثلما هي معروفة، فوصل سعر الأصغر فيها حجما إلى 150 دج، بعد أن كان في حدود ال 120 دج، والأكبر حجما إلى 200 و240 و290 دج، وهي في مجملها كانت اقل من ذلك خلال المواسم الدراسية السابقة. وارجع بعض الباعة من أصحاب الطاولات و المكتبات الذين تحدثنا معهم في الموضوع، سبب ارتفاع أسعار الكراريس هذه السنة، بهذا الشكل إلى ارتفاعها في أسواق الجملة، وهو ما أرجعوه حسبهم إلى ارتفاع سعر الورق في السوق العالمية، ما اثر على الأسعار، خاصة بالنسبة للمستوردة منها. ولم يجد الكثير من الأولياء حلا أمام هذا المشكل، وأمام مطالب أبنائهم بتوفير الأدوات المدرسية في اقرب الفرص والآجال، خاصة وان عددا من الأستاذة يهددون التلاميذ بالطرد من الأقسام في حالة عدم إحضار مستلزمات الدراسة، وهو ما دفع بعض الآباء إلى شراء جزء من الكراريس، وانتظار أول الشهر، أو اللجوء إلى الاستدانة لأجل إزاحة هذا المشكل عن عاقتهم وعاتق أبنائهم، وهي أفضل الحلول المتاحة حالياً بعد أن أجهز الدخول المدرسي على "بقايا" ميزانيات العائلات والتي تضررت كثيراً بمناسبتي رمضان وعيد الفطر.