زيادة غير مسبوقة في أسعار الأدوات المدرسية تقلق الأولياء يتزايد مع بداية كل سنة دراسية جديدة قلق الأولياء بشأن مصاريف الأدوات و المآزر التي تنتظرهم في هذا الموعد السنوي و التي تجاوزت حسب آراء الكثيرين سقف المعقول هذا العام، إذ يصل ثمن مآزر تلاميذ الابتدائي إلى 800 دينار أو أكثر، بينما يتجاوز ثمن المحافظ 1800 دينار و قد يفوق في الكثير من الأحيان سقف 3000 دينار ، و ما هذه إلا عيّنة بسيطة من قائمة طويلة ترهب تكاليفها الكثير من الآباء الذين لم يستفيقوا بعد من كابوس مصاريف شهر رمضان و عيد الفطر . و يذكر السيد حبيب ، 55 سنة موظف حكومي و أب لأربعة أطفال ثلاثة منهم متمدرسين في أطوار مختلفة ( ابتدائي، متوسط و ثانوي) : " الأسعار أصبحت لا تصدق ، فإن كانت المحفظة وحدها تكلف فوق 1800 دينار فما بال المئزر و باقي الأدوات المدرسية و الكراريس ، التي ضاعفت هي الأخرى من أسعارها حيث يبلغ ثمن كراس عادي 120 صفحة 140 دينار بينما تتجاوز ثمن الكراريس من الأحجام الكبيرة ال 250 دينار ، و هذا يعني أن الأب قد يدفع ما يصل إلى 10000 دينار في الأدوات وحدها مما ينهك ميزانيته كثيرا خاصة بعد شهر رمضان و مصاريف العيد " . و للتخفيف من حدة هذا الكابوس اتخذ الكثير من الأولياء إحتياطات وصفوها بالضرورية كالاحتفاظ بكسوة العيد للدخول المدرسي توفيرا لبعض المصاريف التي كانت ستنتزعها الملابس ، كما أخبرتنا السيدة سلمى (خياطة) التي حاولت اختيار ملابس " ما بين الفصول" في شرائها لكسوة العيد لأبنائها الثلاثة للاقتصاد في مصاريف الدخول المدرسي، الذي أكدت لنا أنها ستضطر هي و زوجها للإستدانة لإتمامها خاصة أن أبنائها لا يملكون شيئا من محافظ أو أدوات السنة الماضية: "من الصعب جدا التحكم في مصاريف الدخول المدرسي بسبب ارتفاع الأسعار بالمقارنة مع السنة الماضية، و في ظل الإغراءات الكثيرة التي تقدم للأطفال في المكتبات الوراقة بدءا من المحافظ المبهرجة الجذابة و الغالية وصولا للأدوات ذات الأشكال الغريبة و المميزة التي يشتهي أي طفل امتلاكها و التي يعز علي فعلا حرمان أطفالي منها و لكن للاقتصاد و شراء كل المستلزمات للجميع أطر لشراء أدوات بسيطة و أقل ثمنا ". و من جهة أخرى يقول بعض أصحاب المكتبات أنهم يحترمون أسعار السوق فيما يتعلق بالمحافظ و المآزر الجاهزة، أما فيما يخص الأدوات المدرسية كالممحاة ، المبراة المنقلة و الكوس و المدور و غيرها فالثمن يتعلق بنوعية و ماركة الغرض الذي يراد شراؤه ، مؤكدين أنه لكل أداة ذات نوعية معينة و غالية الثمن مقابلها من الأدوات البسيطة و المتناولة و للزبائن الخيار، غير أن الواقع يؤكد أن الأطفال و التلاميذ في أغلب الأحيان هم الذين يقررون ماذا يشترون و طبعا يميلون للأدوات الغريبة كالممحاة في شكل حذاء ملون و مزين بالرسوم المتحركة و المبراة في شكل أجسام حيوانات كالقنفذ أو القط و غيرها و أقلام الرصاص الطويلة و المتلوية و المساطر المقاومة للكسر و غيرها من الأدوات المميزة و ذات النوعية الجذابة و التي ترفع تكلفة الفاتورة عاليا ، كما أكد سليمان صاحب مكتبة وراقة بعين مليلة : " النوعية هي التي تتحكم في إرتفاع أو إنخفاض الفاتورة فماعدا أسعار الكراريس و الدفاتر التي تعتبر ثابتة باقي الأدوات الأخرى لديها دوما مقابلها بأثمان أقل ". وسيتميز الدخول المدرسي الجديد بثقل ميزانيته و صعوبته خاصة بالنسبة للعائلات الفقيرة و العائلات المحدودة الدخل، و ذلك بالارتفاع الكبير الذي تعرفه مختلف اللوازم المدرسية، على رأسها الأدوات التي تقدر الزيادة في الكراريس بما يعادل أو يفوق 40 أو 50 دينار للكراس الواحد أي ما يفوق نسبة الخمسين بالمائة .