تعج المحلات والمكتبات الخاصة ببيع الأدوات المدرسية وما يصاحبها من مستلزمات أخرى من محافظ ومآزر بالعائلات الجزائرية، التي باشرت عملية الشراء منذ منتصف الشهر الماضي بغية تجنب الضغط والازدحام الكبير بين الأروقة والطرقات التي امتلأت بهؤلاء بمجرد اقتراب الموعد الدراسي الأمر الذي جعل التجار يستغلون الفرصة لرفع هذه المواد التي تعتبر ضرورة ولا بد منها، حيث فتحت المدارس ابوابها للبدء في التسجيلات المدرسية الجديدة بمختلف مناطق الوطن العربي في جو حيوي امتزج بصيحات الأطفال. ويرجع البعض تحول أنظار العائلات الجزائرية إلى الأدوات المدرسية الصينية، نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة مع المواد الأخرى، وككل مرة تكون هذه الأخيرة حاضرة لتنقد المواطن الجزائري صاحب الدخل الضعيف من الأزمة التي يتخبط فيها أمام الغلاء الذي طال جميع السلع، أين استغل الآباء الفرصة لشراء ما يلزم من أدوات مدرسية من هذه السلع الصينية التي اعتبرها الكثير كبديل بالأسواق المحلية، وما زاد من جذب الأنظار لها هو تلك الزخارف والرسومات التي امتزجت بالألوان المختلفة التي يبحث عنها الاطفال، هؤلاء الذين يرافقون أوليائهم لاختيار ما يعجبهم إذ يقومون بالضغط عليهم من أجل اقتنائها ومن بين أبرز الأماكن التي عرفت انتشارا واسعا للسلع الصينية نجدها بكثرة في كل من الولايات المجاورة للجزائر العاصمة مثل البليدة وبومرداس التي خصصت بمناسبة الدخول المدرسي أروقة خاصة فقط للأدوات المدرسية من مختلف الأنواع والأحجام التي تم اقتناؤها من المستوردين الجزائريين الذين يتعاملون مع البلد المنتج الصين. وفي هذا السياق أعربت جل العائلات التي التقيناها في هذه الأماكن عن أسفها لما حل بالسوق الجزائرية التي تعرف تطورات مختلفة مع اقتراب كل مناسبة، وفي هذا الشأن ارتأينا الاقتراب أكثر لمعرفة رأيهم في نوعية السلع التي تغزو الأسواق أين أصبحت تتزين المحلات والأسواق الجزائرية بسلع صينية رديئة الجودة تشكل خطرا على صحة الأطفال نظرا لعدم تطابقها للمعايير العالمية التي من المفترض أن تعتمد في أجندة التجارة حسب ما صرح به السيد محمد الذي أبدى تأسفه من نوعية السلع التي توجه لجيل الغد والتي تهدد صحة الأطفال بصفة عامة بقوله: (إن مختلف الأدوات التي يتم اقتناؤها تختلف كل الاختلاف عن تلك التي كنا نشتريها في الوقت الماضي نظرا لنوعيتها المصنوعة بها المادة الحالية)، أما رأي السيدة نادية فقد كان مغايرا تماما بقولها: (إننا نقبل على شراء الحقائب الصينية التي يقوم ببيعها الباعة المتجولون أو التي توجد في المحلات متزينة بها كل الشوارع الرئيسية والطرقات لانخفاض أسعارها أمام السلع الأخرى، هذا إلى جانب تميزها بأشكالها وألوانها الجذابة). وفي الوقت الذي أظهرت فيه العديد من العائلات تخوفاتها من نوعية السلع المستورة ومدى تأثيرها على صحة الأطفال نتيجة اعتمادها في عملية الصنع على بعض المواد الكيماوية الخطيرة بالخصوص منها البلاستيك الذي يتم الاعتماد غالبا على فضلاته وليس المادة الأولية، هذا إلى جانب الزيوت التي تتسبب هي الأخرى في أمراض مزمنة وخطيرة جدا، وأمام كل هذا فقد طمأنت من جهتها مديرية التجارة أن الأمر ليس مقلقا إلى هذه الدرجة وأن مصالح الجمارك على مستوى الموانئ قامت بكامل التدابير اللازمة التي جعلتها تؤهل المنتوج بالدخول إلى الأراضي الجزائرية وترويجه في الأسواق الوطنية. كما أبدى بعض الأولياء صحة ما روج حيث تم الاعتماد فيها على مواد لا تبدو جيدة لصحة التلاميذ وذلك نتيجة استعمال فضلات المواد من أجل ترويجها في الأسواق الجزائرية، وفي هذا الشأن قامت الجمعية الولائية لحماية المستهلكين بدق ناقوس الخطر قبل تفاقم الوضعية على مستوى الأسواق، وتؤدي إلى ظهور بعض الحالات الخطيرة في صفوف التلاميذ الذين يستعملون هذه الأدوات والسلع بدفع مصالح التجارة على أخذ العينات اللازمة والتدابير المطابقة للحد من هذه الظاهرة وإنقاذ الوضع قبل التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة.