شهد مقرّ مؤسسة التسيير العقاري للدار البيضاء صبيحة أمس الاثنين، حالة غليان بعد أن تجمّع عشرات المواطنين الذين توافدوا للمطالبة بالاستفادة من سكناتهم التي تنتظر التسليم منذ أكثر من عامين ببئر توتة. حسب أحد المستفيدين الذي عبّر في اتّصاله ب (أخبار اليوم) عن تذمّره الشديد واستنكاره من سياسة التماطل التي مسّت تسليم مشروع 540 مسكن تساهمي ببئر توتة، حيث باتت أسباب هذا التأخّر مبهمة محاطة بالغموض وتقديم أعذار غير مقبولة للمستفيدين الذين تراكمت عليهم الديون من كلّ جهة من أجل الظفر بهذه السكنات التي كان من المفترض أن تسلم لهم منذ ما يقارب السنتين. وفي استقباله لممثّلين عن المحتجّين أكّد رئيس ديوان التسيير العقاري للدار البيضاء أن 238 مستفيد سيستلمون مفاتيح شققهم بتاريخ 21 سبتمر الجاري، وهذا العدد حدّد حسب قرارات الاستفادة التي أرسلها الصندوق الوطني للسكن، أي أن نصف السكان سينتظرون إلى أجل غير مسمّى قرارات الصندوق، وهذا ما أثار حفيظة هؤلاء المواطنين الذين عبّروا عن تأسّفهم الشديد من سياسة التماطل التي مسّت دراسة ملفاتهم في الصندوق الوطني للسكن، والذي لم يصدر إلاّ نصف القرارات في مدّة أكثر من تسعة أشهر، وديوان التسيير العقاري للدار البيضاء يسلّم السكنات فقط لمن يمتلك قرار الاستفادة الصادر عن هذا الصندوق. وعلى هذا فإن السكان يتوعّدون باقتحام شققهم في حال استمرار سياسة التماطل التي يحيط بها الغموض، خاصّة فيما يتعلّق بباقي المستفيدين الذين ينتظرون قرارات الاستفادة من الصندوق الوطني للسكن. للإشارة، فإن الحركة الاحتجاجية المنظّمة من طرف هؤلاء المستفيدين من مشروع 540 مسكن تساهمي ببئر توتة ليست الأولى من نوعها، إذ أن هؤلاء المواطنين لم يدّخروا جهدا في نقل شكاويهم ومعاناتهم إلى السلطات المعنية، ومع غياب الحلول على أرض الواقع لجأوا إلى التجمّع أمام مقرّ ديوان التسيير العقاري للدار البيضاء في العديد من المرّات وغلق الطريق كما وقع خلال الأسبوع الماضي. وحسب ممثّل السكن فإن المحيط الخارجي لمشروع 540 مسكن ببئر توتة سيخضع لتهيئة شاملة خلال العشرة الأيّام القادمة، فلقد كلّف ديوان التسيير العقاري أحد المقاولين الخواص بالشروع في هذه العملية قبل حلول تاريخ استلام المجموعة الأولى من السكان لشققها بالتاريخ الذي حدّد ب 21 سبتمبر الحالي.