حتى وإن استعاد منتخبنا الوطني كامل حظوظه في رحلة بحثه عن التأشيرة القارية إلى الأداوار النهاية لكأس أمم إفريقيا 2012 بفضل فوزه الصغير سهرة الأحد الماضي على المنتخب المغربي بهدف دون رد برسم الجولة الثالثة من التصفيات القارية إلا أن كل من تحدثنا إليهم عقب نهاية المباراة أجمعوا أن هذا الفوز أكثر من مهم، لكن بالنظر إلى المرتبة التي كان يتواجد عليها أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة، في المؤخرة بنقطة واحدة، لكن أن يفوز منتخبنا بفضل هذا الأداء فذلك الذي يجعل الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة، مطالب بإعادة النظر في تركيبة لاعبيه والبحث عن ميكانيزمات جديدة يستعيد بها المنتخب الوطني حبه لدى الجمهور الرياضي، خاصة وأن المواجهة المقبلة ستكون أمام نفس المنتخب الذي هزمناه سهرة الأحد الأخير المغربي، مما يعني أن رأس المنتخب الوطني لا يزال تحت المقصلة، فأي تعثر معناه تقليص حظوظ التأهل· ترى كيف بدت هاته المباراة والتي أنعشت حظوظ "الخضر" في التأهل لنجوم كرة القدم الجزائرية السابقين؟ ذلك ما سنحاول التعرف عليه من خلال هاته الاستجوابات التي استقيناها عقب نهاية اللقاء· رابح ماجر: "فوز مهم لكن هناك نقاط سلبية يجب تداركها مستقبلا" يرى صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لعام 1987 وقاهر المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا عام 1982 رابح ماجر أن الفوز المحقق الأحد الماضي على حساب المنتخب المغربي جد مهم، فالعناصر الوطنية كانت مطالبة بالفوز، وهو الذي تحقق في نهاية المطاف، وهذا هو الأهم، فالمرتبة التي كان يحتلها المنتخب الوطني قبل هاته المباراة أثرت على أدائه وهذا أمر بديهي بالنظر لطبيعة اللقاء ككل، خاصة وأن المنافس كان يأمل العودة إلى قواعده على الأقل بنقطة التعادل تضاعف من حظوظه في التأهل، لكن لو تحقق ذلك فمعناه أن حظوظ المنتخب الوطني في التأهل كانت ستتقلص إلى حد كبير، الأمر الذي جعل العناصر الوطنية تدخل اللقاء بنية الفوز، والحمد لله جاء الهدف مبكرا، وبغض النظر إن كانت ضربة الجزاء شرعية أو غير ذلك، فألاهم أن تسجيل منتخبنا لهدف مبكر، أثر سلبا على الأداء ككل، خاصة من الجانب المغربي الذي بحث بشتى الوسائل لتعديل النتيجة، الأمر الذي أثر إلى حد كبير على المستوى· "ابن النصرية" أضاف يقول: الآن وبعد أن حقق المنتخب الوطني هدفه أمام المغرب بارتقائه إلى الصدارة رفقة بقية المنتخبات الثلاثة، يجب على الطاقم الفني إعادة النظر في الكثير من النقاط خاصة من حيث التجانس واللعب الجماعي، خاصة وأن اللقاء المقبل سيكون أكثر صعوبة من هاته المباراة على اعتبار أن المنتخب المغربي مطالب بالفوز على الجزائر، وبما أن الخسارة لا تخدم المنتخب الجزائري، فألح على الطاقم الفني إعادة النظر في التركيبة البشرية للمنتخب واختيار طريقة ملائمة وفق طبيعة المباراة"· لخضر بلومي: "أفرحني الفوز وأغضبني الأداء" على غرار نجم بورتو السابق رابح ماجر، زميله في المنتخب الوطني خلال عشرية الثمانينيات، لخضر بلومي لا يختلف مع ماجر، إذ يرى أن الفوز المحقق على حساب المغاربة جاء في وقت جد دقيق، كون "الخضر" كانوا بحاجة ماسة إلى مثل هذا الانتصار بسبب الوضعية التي كان يتواجد عليها وهي المرتبة الأخيرة، خاصة بعد فوز تنزانيا عشية اللقاء على ضيفه منتخب إفريقيا الوسطى· يقول بلومي"سعدت كثيرا للفوز المسجل على المنتخب المغربي، وتوقعت بعد توقيع هذا الهدف أن نشهد مباراة كبيرة فوق الميدان ومستوى رفيع، لكن حدث مالم أكن أتوقعه، حيث خلت المباراة من اللعب الجميل، فجل أطوار اللقاء انحصر في وسط الميدان مع تسجيل بعض اللقطات والتي يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة"· صاحب الكرة الإفريقية لعام 1981، يضيف بقوله: "شتان بين مباريات زمان بين المنتخبين، فلو أعدنا شريط مشاهدة أي لقاء سابق بين الجزائر والمغرب، فيمكن القول إنه لا يمكن المقارنة بين مباريات زمان وهاته المباراة، خاصة من حيث الجانب الفني"· بلومي وعلى ذكر لقاءات زمان بين الفريقين راح يسرد لنا بعض من اللقاءات التي لعب فيها ضد المنتخب المغربي منها على وجه الخصوص لقاء الدارالبيضاء نهاية 1979، يقول بلومي" قدمنا في هاته المباراة التي أنهيناها لمصلحتنا بخمسة أهداف لواحد، واحدة من أحسن اللقاءات التي فاز فيها المنتخب الجزائري على المنتخب المغربي، ليس سهلا أن تفوز على منتخب المغرب في تلك الأيام بأرضه بخمسة أهداف كاملة، وهذا دليل عن مدى قوة منتخب الجزائر في تلك الفترة"· بلومي تذكر كذلك ذلك الهدف الذي وقعه في شباك المغاربة عام 1980 في نهايات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا في آخر أطوار المباراة" كان هدفا جميلا في لقاء شهد تنافسا كبيرا، المغاربة حاولوا آنذاك الفوز علينا للثأر من خسارتهم ذهابا وإيابا قبل ثلاثة أشهر فقط، فيما دخلنا نحن اللقاء من أجل التأكيد، قوة المنتخب مكنتنا من إنهاء المباراة لمصلحتنا"· بلومي وبعد أن تركناه لدقائق يتحدث عن الماضي الجميل في تاريخ مباريات الجزائر والمغرب، طلبنا راية عن لقاء العودة الذي سيلتقي فيه المنتخبان يوم 3 جوان بمدينة الدارالبيضاء المغربية وراح يقول "ستكون المباراة في غاية الصعوبة بالنظر لطبيعتها، فبعد فوز الجزائر على المغرب وفوز تنزانيا على إفريقيا الوسطى، أصبحت حظوظ جميع المنتخبات الأربعة متساوية، لذا فالتعثر في الجولة المقبلة قد يكون نتائجه وخيمة على المنتخب المنهزم، لذا أتوقع مبارة كبيرة وحماسية في المغرب، وبما أن المنتخب الوطني وبكل صراحة لم يقدم مستوى كبير بعنابة، يجب على الناخب الوطني تدارك العديد من النقائص التي يعاني منها المنتخب، وفي مقدمتها الجانب الجماعي والتنسيق، وإذا لم يتدارك بن شيخة هاته النقائص فأخشى على "الخضر" الخسارة في المغرب، الأمر الذي سيضع المنتخب الوطني في موقع صعب لانتزاع تأشيرة التأهل، خاصة وأنه بعد إجراء لقاء العودة أمام المغرب لن يتبقى من التصفيات إلا مبارتين فقط"· عمر بتروني: "مستقبل المنتخب الوطني يُخيفني" حديثنا مع نجوم كرة القدم الجزائرية السابقين حول لقاء الأحد الماضي، لن يتوقف مع رابح ماجر أو مع لخضر بلومي، فكان لنا لقاء آخر مع نجم من النجوم السابقين الذين صنعوا مجد الكرة الجزائرية ويتعلق الأمر بابن المولودية عمر بتروني صاحب الهدف التاريخي في نهائي دورة الألعاب المتوسطية عام 1975 بالجزائر بتوقيعه لهدف التعادل في شباك المنتخب الفرنسي في آخر أنفاس اللقاء، يقول بتروني "صحيح أن المنتخب الوطني كان بحاجة ماسة للفوز على المغرب، وجميل جدا أن يحقق منتخبنا الفوز على المغاربة، لكن الأجمل من كل هذا أن يتدارك المدرب بن شيخة العديد من النقائص التي تجلت واضحة في اللقاء الأخير أمام المغرب، حيث انعدم التنسيق ولم نشاهد أي شي، اللهم الهدف الذي هزّ شباك المغاربة من كرة ثابتة، وإذا أراد المدرب عبد الحق بن شيخة الحفاظ على كامل الحظوظ في بلوغ منتخبنا الأدوار النهاية لكأس أمم إفريقيا 2012 ما عليه إلا الشروع من الآن في العمل لإيجاد الميكانيزمات التي تسمح له بالوقوف الند للند في وجه المغاربة، فالمنتخب المغربي وبعد خسارته لقاء الذهاب، أكيد سيبذل لاعبوه كل ما في وسعهم لهزم منتخبنا الوطني"، وأضاف يقول بتروني الذي تم تكريمه على هامش لقاء الأحد لماضي "أرى أن المدة المتبقية للقاء العودة مطلع شهر جوان غير كافية، فليس سهلا أن تحضر منتخبا للقاء كبير، لذا ألح على الطاقم الفني ومن الآن الإسراع في وضع برنامج عمل، ببرمجة مباراة واحدة على الأقل لتدارك النقائص العديدة التي يعاني منها المنتخب، فالفوز المحقق على المغرب والحق يقال لم يكن مقنعا وهذا بشهادة الجميع، ولاعب سابق وتقني حاليا أرى أن الفريق الوطني بحاجة إلى عمل كبير، وأتمنى أن تكون مباراة العودة مغايرة للقاء الذهاب"· عبد الرزاق جاليط حتى وإن لم يلعب المنتخب الوطني كثيرا إلا أن البصمات التي تركها في التشكيلة الوطنية لا تزال في أرشيف المنتخب الوطني بفضل أهدافه الكثيرة التي وقعها في شباك الخصوم، إنه ابن مدينة تبسة واللاعب السابق لشبيبة القبائل عبد الرزاق جاليط، التقيناه عقب نهاية المباراة وسألناه حول الفوز المسجل على المغاربة فكان رده مايلي "في نظري الخاص أن الفوز هو الأهم من كل شيء، فالمنتخب الوطني وبعد تسجيله لنتائج سلبية كثيرة منذ تأهله إلى المونديال الأخير، كان مطالب بالفوز على المنتخب المغربي ولو على حساب الأداء الفني، وهو الذي تجلى واضحا من خلال الأداء الذي ظهر به اللاعبون، ضف إلى ذلك أن الهدف الموقع في مطلع اللقاء أثر هو الآخر على الأداء الفني للقاء، فالمنتخب الوطني وكما يشاهدنا كلنا سعى مدربه إلى الحفاظ على هذا التقدم، فطلب من اللاعبين غلق جميع المنافذ في وجه المغاربة، فيما حاول المنتخب المغربي الوصول إلى شباك الحارس مبولحي بشتى الوسائل، وأن خطة ايرك غيرتيس وخطة عبد الحق بن شيخة، انحصر اللعب في جل أطوار اللقاء في وسط الميدان، فشاهدنا معركة حقيقية في الوسط، المنتخب الوطني حاول الدفاع بكل قوة عن هاته المنطقة، فيما حاول المنتخب المغربي التقدم إلى الأمام، كل هذا أثر سلبا على اللقاء"·