واصل المنتخب الوطني سلسلة النتائج الإيجابية بقيادة التقني البوسني وحيد حليلوزيتش باقترابه من المشاركة في الدورة النّهائية ل (الكان) التي ستحتضنها جنوب إفريقيا مع مطلع السنة المقبلة بفضل الهدف الثمين الذي أمضاه البديل هلال سوداني في شباك الحارس المتألّق في تشكيلة المنتخب الليبي نشنوش الذي رفع الرّاية البيضاء قبل صفارة النّهاية بدقتيتين من الوقت الرّسمي للمباراة، وهو الانتصار الذي وضع تشكيلة (الخضر) في روراق أفضل لتأكيد عودته الموفّقة منذ التغيير الذي طرأ على رأس العارضة الفنّية بتعيين مهندس عودة المنتخب الوحيد بفوز من خارج الديار بعد أن فشلت كلّ المنتخبات المعنية بالدور التصفوي الأخير المؤهّل ل (الكان) المقبلة في تحقيق نفس النتيجة التي لم يحقّقها المنتخب الوطني منذ زمن بعيد. أثبت التقني البوسني وحيد حليلوزيتش أحقّية إسناد له مهمّة الإشراف على تدريب (الخضر) بمساهمته الفعّالة في وضع حدّ لسلسلة النتائج المتواضعة والاقتراب من العودة إلى الواجهة من بوابة الظفر بتأشيرة التأهّل إلى جنوب إفريقيا بكلّ جدارة واستحقاق والتحضير بأكثر جدّية لبقّية مشوار تصفيات مونديال البرازيل بغض النّظر عن الوجه غير المنتظر الذي ظهر به أشباله في موقعة المغرب أمام منافس استعمل كافّة أوراقه الرّابحة من أجل تفادي الخسارة والإبقاء على حظوظه كاملة في التأهّل خلال مواجهة العودة التي سيحتضنها ملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة بتاريخ 12 أو 13 من شهر أكتوبر المقبل. مبولحي يؤكّد.. بلكالام يتألّق وتجّار خارج الإطار بالعودة إلى أطوار مواجهة فقد أثبت الحارس رايس مبولحي أنه صمّام الأمان لتشكيلة (الخضر) بالنّظر إلى الأداء الذي قدّمه إلى درجة أنه لم يظهر عليه نقص المنافسة الأمر الذي يضعه في موقع قوة لمواصلة الاحتفاظ بمكانته الأساسية وإسكات أفواه الأطراف التي سعت بكلّ ما في وسعها إلى الاستثمار في تواجده دون فريق لتعبيد الطريق أمام الحارس فوزي شاوشي بهدف إعادته وإقناع حليلوزيتش بالتراجع عن قرار شطب اسمه من قائمة (الخضر) التي ضمّت أيضا المدافع المتألّق في صفوف شبيبة القبائل يسعد بلكالام الذي أثبت ميدانيا أنه جدير بثقة الطاقم الفنّي بالنّظر إلى المرود الذي قدّمه في أوّل مواجهة رسمية له ضمن تشكيلة المنتخب الوطني الأوّل، عكس زميله الأسبق في تشكيلة (الكناري) تجّار الذي لم يستثمر فرصة إقحامه في الشوط الثاني للتأكيد ميدانيا أنه مؤهّل للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، حيث كان خارج الإطار تماما ممّا يدلّ على أنه ليس بمقدوره تقديم أيّ إضافة لتشكيلة منتخب بلد بحجم الجزائر. سوداني أنقذ سليماني من مقصلة الإبعاد من التشكيلة الأساسية أنقذ مسجّل هدف الاطمئان هلال سوداني زميله إسلام سليماني من مقصلة وضعه ضمن قائمة اللاّعبين المغضوب عليهم من طرف التقني البوسني حليلوزيتش بالنّظر إلى الوجه المحتشم الذي ظهر به مهاجم شباب بلوزداد سليماني الذي ظلّ حبيس مصيدة التسلّل قبل أن ينقذ نفسه بمنح كرة التهديف للبديل سوداني، الأمر الذي قد يضعه في ظروف أفضل للاحتفاظ بمكانته الأساسية في مواجهة العودة رغم تواجد المهاجم رفيق جبّور في لياقة جيّدة بتألّقه مع فريقه الحالي أولمبيكاوس اليوناني، ممّا قد يزيد من حدّة التنافس بين اللاّعبين الذين ينشطون في الهجوم لكسب مودّة النّاخب حليلوزيتش الذي أبطل توقّعات الذين رشّحوا المدافع حلّيش للّعب إلى جانب مجّاني في محور الدفاع بدل اللاّعب بلكالام والحارس دوخة في مكان الحارس الرّزين رايس مبولحي الذي زاد من انحطاط معنويات الحارس المتهوّر فوزي شاوشي. روراوة يحذّر من فخّ السهولة في مواجهة العودة تحدّث رئيس (الفاف) محمد روراوة مطوّلا مع اللاّعبين بعد احتواء الوضع من طرف قوات الأمن التي كلّفت بتأمين المباراة، حيث ألحّ عليهم بضرورة نسيان ما حدث في موقعة المغرب والتركيز فيما ينتظر (الخضر) خلال مواجهة العودة بالجزائر على أساس أن الأمور حسب ذات المسؤول لم تحسم بعد بشأن المنتخب الذي سيفتك تأشيرة العبور إلى جنوب إفريقيا. واعتبر الرئيس محمد روراوة النتيجة المسجّلة في المغرب جدّ إيجابية ومن شأنها أن تضع التشكيلة الوطنية في رواق أفضل مقارنة بمنتخب ليبيا للعودة إلى الواجهة القارّية من بوابة المشاركة في (الكان)المقبلة، واعدا إيّاهم بمواصلة وقوف هيئته إلى جانبهم من أجل وضعهم في أحسن الظروف لمواصلة تسجيل سلسلة النتائج الإيجابية، مثمّنا في نفس الوقت المجهودات الكبيرة التي يقوم بها النّاخب حليلوزيتش الذي ساهم بقسط كبير في إخراج (الخضر) من النفق المظلم. ... ويتأسّف لأحداث الدارالبيضاء تأسّف المشرف الأوّل على تسيير هيئة (الفاف) محمد روراوة للتصرّفات الطائشة التي حدثت عقب نهاية المباراة، الأمر الذي حسبه يوجب على هيئة (الكاف) أخذ كافّة الإجراءات لوضع اللاّعبين الليبيين الذين تسبّبوا في تعكير الأجواء، والتي لا تتماشى والعلاقة الوطيدة التي تربط الشعبين الجزائري والليبي أمام الأمر الواقع طبقا للقوانين المعمول بها من طرف لجنة التأديب التابعة ل (الكاف). قالوا بعد اللقاء حليلوزيتش: "ورقة التأهّل لم تحسم بعد" (لقد فزنا بالجولة الأولى لكن تبقى أمامنا جولة ثانية، وبالتالي فإن الأمور لم تحسم بعد، لذا علينا التحلّي بالهدوء. فريقي أدّى مباراة في المستوى وأحرز هدفا في الوقت الأمثل وأصرّ على تهنئة اللاّعبين. من الأكيد أن هذا النّجاح يزيد من ثقتنا، لا سيّما وأننا أحرزناه خارج ديارنا، حيث غالبا ما كان الفريق يخفق في تحقيق نتائج إيجابية، وهدفنا الأساسي هو التأهّل إلى الدور النّهائي لكأس إفريقيا وأظنّ أننا قريبون جدّا من تحقيقه). وأضاف التقني البوسني قائلا: (أنا جدّ سعيد بالنّسبة لبعض اللاّعبين الذين حقّقوا أداء رائعا على غرار بلكالام الذي لعب لأوّل مرّة كلاعب أساسي، لكنه أثبت أنه يمكننا الاعتماد عليه وسوداني لاعب أتنبّأ له بمستقبل واعد، وعلينا أن نحضّر أنفسنا جيّدا للمباراة المقبلة التي سيتغيّب عنها مدحي لحسن الذي ستعلّق مشاركته بسبب تلقّيه اليوم لثاني بطاقة). سوداني: "قطعنا خطوة هامّة نحو التأهّل" (لقد حقّقنا خطوة هامّة نحو التأهّل إلى الدور النّهائي لكأس إفريقيا، لم يكن ذلك بالأمر الهيّن أمام فريق ليبي بدا شرسا في الهجوم. شخصيا صرّحت بأنه إذا أدخلني المدرّب لن أدّخر جهدا لتسجيل هدف، وأعتقد أنّي وفّيت بوعدي بفضل رفاقي ودعم أنصارنا الحاضرين هنا الذين أهديهم خصّيصا هذا الفوز. لكن على الرغم من هذا الفوز أبقى على يقين من أننا لم نبلغ بعد التأهّل، وفيما يخص الأحداث التي وقعت في نهاية المباراة أصرّ على إدانتها لأن تصرّف الليبيين مؤسّف، لكن من جهتنا قدّمنا ردّنا على أرضية الميدان). بلكالام: "أنا أسعد جزائري بهذا الانتصار" (لا يسعني إلاّ أن أكون جدّ سعيد لهذا الفوز، سيّما وأن الأمر يتعلّق بأوّل مباراة رسمية لي مع الخضر. أعترف بأن الأمر لم يكن سهلا أبدا بالنّسبة إليّ، لكن أعتبر أنّي أدّيت مباراة في المستوى شأني شأن رفاقي. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الفوز يمهّد أمامنا الطريق للتأهّل إلى كأس إفريقيا للأمم المقبلة وعلينا الحذر من خصمنا خلال الجولة الثانية، وأتأسّف كثيرا للأحداث التي سجّلت في نهاية اللّقاء، والتي لم يكن ينبغي أن تجري بين لاعبين من بلدين مسلمين و شقيقين). كادامورو: "الفوز أنساني لعنة الإصابة" (أنا سعيد بهذا الفوز الذي يسمح لنا أيضا بالتقدّم بخطوة نحو المرحلة النّهاية، كنت أودّ إنهاء المباراة مع رفاقي لكنّي لم أوفّق إلى ذلك لأنّي اضطررت إلى الخروج في نهاية الشوط الأوّل بعد أن شعرت بألم شديد في الكاحل، آمل أن لا تكون هذه الإصابة خطيرة).