دأب كثير من الناس على استعمال هذه العبارة للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلوها شعارا لمقاطعتهم الدول التي وقفت مع من أساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولا شك في حسن قصد من استعملها وأطلقها، ولكن هذه العبارة من حيث معناها فيها إشكال، وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه. وعلى أي تقدير للمستثنى منه، يكون معنى العبارة غير مستقيم، فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى باطل، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى، ولا إلى القرآن، أو الإسلام، أو أحد من الأنبياء والمرسلين، أو الملائكة، أو الصحابة رضي الله عنهم، أو أمهات المؤمنين، أو إخواننا المؤمنين فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح، وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة. فقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: انتشر في هذه الأيام كتابة عبارة (إلا رسول الله)، فهل ترون جواز استعمال هذه العبارة ؟. فأجاب: (لا أرى جوازها؛ لأنها لا تفيد شيئا، هي عندي تشبه ذكر الصوفية (الله، الله)!. لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو: (كل شيء إلا الرسول، لا تقربون حماه، ومقامه، وحرمته، هذا مراد من كتبها، لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة "(إلا رسول الله): (صار المعنى ): سبُّوا كل أحد إلا رسول الله ! هل هذا صحيح ؟ وهل يستقيم الكلام؟. سبُّوا كل أحد إلا رسول الله. فهي غلط) انتهى. (شرح مقدمة أصول التفسير) الدرس الرابع، السؤال الأول. وسئل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: عن تعليق هذه العبارة. فأجاب: أما (إلا رسول الله): فهذا كلام غير صحيح؛ لا بد أن يؤتى بالمستثنى منهم ولا شك أن الإساءة لله تعالى أعظم من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي عبارة غير مستقيمة، ولا تصح) انتهى.