عادت أمس الاحتجاجات بقوة بتيزي وزو للمطالبة بتوفير الماء قبل دخول فصل الشتاء، أين تزداد مهمّة جلب هذا المورد الهام صعوبة بالنّسبة للمواطنين القاطنين منهم على وجه الخصوص بالقرى الجبلية. حيث قام صبيحة أمس سكان قرية هنية المتواجدة ببلدية ذراع الميزان بالجهة الجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، بغلق مقرّ الدائرة والبلدية ووحدة الجزائرية للمياه بالمنطقة للمطالبة بإعادة تجديد شبكة الماء الشروب التي لم تعد تلبّي حاجيات المواطنين، بالإضافة إلى اهترائها وإصابتها بتسرّبات حادّة تضيع جرّاءها المياه الصالحة للشرب دون أن تصل إلى المواطنين، هذا في حال وجودها، حيث يستمرّ غيابها لأكثر من شهر وكثيرا ما تعود ملوّثة، ما أثار سخطهم على السلطات وطالبوها بالإسراع في إعادة تجديد الشبكة وتمكينهم على غرار باقي القرى من توفير مياه صالحة للشرب على مدار الساعة، إلى جانب المطالبة بتجديد شبكة صرف المياه القذرة التي تتواجد بدورها في حالة كارثية تنبعث منها الرّوائح الكريهة، إلى جانب تجمّع المياه القذرة في شبه برك. كما طالب المحتجّون بإعادة تهيئة الطريق الذي ما يزال مجرّد بساط من الطين، وقد جدّدوا احتجاجهم هذا بعد تلك الحركة التي قاموا بها بتاريخ 22 أوت المنصرم لنفس المطالب، ونظرا لعدم تحرّك السلطات فقد قاموا بالتحرّك مجدّدا. من جهتهم، سكان قرى أحريشن وأيرس ببوزفان نظّموا صبيحة أمس اعتصاما أمام مقرّ الجزائرية للمياه المتواجدة بدائرة بوزفان التي تبعد بحوالي 75 كلم شرق الولاية احتجاجا على تماطل مدير هذه الوحدة في الوفاء بوعوده التي تفيد بالقضاء على أزمة العطش في هذه القرى التي حرمت من الماء لأزيد من شهرين، وما تزال مخاوفها قائمة مع دخول فصل الشتاء الذي تقول السلطات إنه مقصلة المشاريع، حيث تعجز عن إنجاز الأشغال بسبب الأمطار وانزلاق التربة، في حين عبّر المواطنون عن امتعاضهم لعدم استغلال فترة الصيف لإنجازها.