لم يكن عبد الرحمن يتوقع أنه سيدفع ثمن نخوته وشهامته 20 سنة من عمره يقضيها في غياهب السجن لا لشيء سوى لأنه حذر سيدة كانت قد اشترت من عنده بعض الفاكهة بسوق باش جراح من شاب كان يترصدها لمحاولة سرقتها، وهو ما لم يتحمله السارق الذي حاول الانتقام من عبد الرحمان بالاعتداء عليه غير أن هذا الأخير ودفاعا على نفسه وجه للص عدة طعنات خنجر أردته قتيلا. وقائع الملف تعود إلى أوائل أفريل 2009 قي سوق باش جراح الذي تحول في ذلك اليوم إلى حلبة للمصارعة سقط على إثرها قتيل وعدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش، وعليه تنقلت مصالح الأمن إلى عين المكان وفتحت تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات الحادثة حيث تحول السوق إلى مسرح يومي لحوادث متشابهة. وبعد عملية بحث مكثف تبين أن الجناة هم القاتل (عبد الرحمان) إلى جانب شريكه (ف. م) بينما توبع متهمان آخران بالمشاركة وعدم الإبلاغ عن جريمة وهما (ع. م) و(ع. ك)، أما الضحية فقد كان هو الآخر شابا يدعى (س.م) والذي تلقى طعنة عميقة بواسطة سكين وجهت إلى قلبه أردته قتيلا. الجاني حين مواجهته بفعلته اعترف دون خجل مصرحا أنه لم تكن لديه نية لقتل الضحية المعروف بسلوكاته المنحرفة، إضافة إلى أنه مسبوق في قضايا السرقة وأنه يوم الجريمة كان يبيع الفواكه على مستوى السوق وقد اشترت من عنده إحدى السيدات وقبل مغادرتها انتبه إلى الضحية رفقة شخص آخر يحاولان فتح حقيبتها فحذرها منهما ما جعل السيدة تقوم بالصراخ في وجههما فثار الضحية غضبا ودخل مع الجاني في مناوشات بالأيدي، حيث طلب منه هذا الأخير عدم الاقتراب من زبائنه أو محاولة سرقتهم، فلم يبتلع الضحية الأمر ليغادر المكان ويعود بعد دقائق رفقة مجموعة من الشباب حاملا سكينا من الحجم الكبير ففرَّ الجاني إلى المسجد غير أن الضحية كان يشتري موته فلحق به ودخل هناك في مناوشات وتبادلا الطعنات التي أودت بحياة مصطفى. أما الجاني فقد أشار إلى أنه لم يندم على فعلته لأنها كانت ثمن نخوته وشهامته، إلا أن ممثل الحق العام التمس في حقه عقوبة المؤبد قبل أن تسلط عليه العدالة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا.