تعد الصناعة التقليدية بمختلف منتوجاتها من أبرز ميزات منطقة الطاسيلي لما تحمله من زخم تراثي يعكس أصالة وعراقة المنطقة من صنيع أنامل تارقية تسعى إلى إيصال ثقافتها عن طريق الصناعة التقليدية إلى العالمية. ويتوارث التوارق هذه الحرفة أبا عن جد، إذ يختص الحرفيون من فئة الذكور في صناعة مختلف الحلي التقليدية التي تتزين بها المرأة التارقية كخواتم الفضة والخلاخل والأقراط وغيرها حيث يتفننون في صنعها إذ يتم نقشها بكل دقة وبأدوات بسيطة وبأشكال متنوعة. وبالإضافة إلى حلي الزينة يظهر حرفيو ولاية إيليزي ملكاتهم في صناعة مختلف الأسلحة التقليدية من سيوف وسكاكين وكذا صناعة النحاس والنقش على الخشب إذ تنقش على هذه التحف التقليدية مختلف الرسومات والرموز الدالة على كيان التوارق وبعض حروف التيفيناغ الخاصة بلغة التوارق. وتعكف النسوة الترقيات من جهتهن على نشاط الدباغة وصناعة الجلود مثل الخيمة التارقية وصناعة النعل المحلي والمعروف ب(تمبا) إضافة إلى منتجات ديكور المنزل التارقي الذي يدل على تمسك المجتمع التارقي بعاداته وتقاليده رغم العصرنة التي يشهدها العالم اليوم. كما أن للخياطة والطرز التقليدي جانباً من هذا النشاط حيث تعمل النساء على إبراز ما ترتديهن من لباس تقليدي يجعل منهن سفيرات لمجتمعهن لإبراز الزي التقليدي للمرأة التارقية والتعريف به في أي مناسبة كانت وطنية أو دولية عبر عديد الجمعيات الناشطة في هذا المجال على مستوى الولاية. وتعد (الجمعية التعاونية للصناعة التقليدية) ببرج عمر إدريس من أبرز الجمعيات المهتمة بالصناعة التقليدية على مستوى ولاية إيليزي، حيث مثلت الولاية في العديد من المناسبات والصالونات الوطنية كما حققت نتائج مشرفة على الصعيد الدولي حازت فيها الجزائر على مراتب أولى في المعارض الدولية في كل من باريس وبرلين. كما أن التعاونية تعمل على تكوين شباب اختاروا الصناعة التقليدية كمستقبل لهم وفق اتفاقية أبرمت بين الجمعية التعاونية للصناعة التقليدية ومديرية التكوين المهني تهدف إلى إنتاج وتسويق الصناعة التقليدية والمحافظة عليها وترقية التراث المحلي ليتوجوا في الأخير بشهادة الكفاءة المهنية. وأوضح رئيس الجمعية السيد أيلوم سيدي محمد أن الجمعية تسعى جاهدة إلى (رفع مستوى الخدمات بعصرنة أجهزتها) خاصة في ظل الإقبال الكبير من طرف السواح الأجانب على مختلف السلع التقليدية (إلا أن هناك جملة من المشاكل تقف حجر عثرة أمام تطوير هذه الصناعة وتصديرها إلى خارج الوطن والتي بإمكانها أن تضيف الكثير إلى الاقتصاد الوطني) كما قال. وفي مقدمة هذه العوائق غلاء المواد الأولية والتي تستقدم من ولايات ورقلة وغرداية وتمنراست والعاصمة وقسنطينة، إضافة إلى النقص في الشق المالي الذي يحول دون مشاركتها في العديد من التظاهرات. وفي هذا السياق ناشد السيد أيلوم السلطات الوصية على هذا القطاع بتدعيم حرفيي المنطقة ماديا قصد اقتناء المواد الأولية وتدعيمهم بمركبة تخفف عنهم عناء التنقل، بالإضافة إلى زيادة منحة القرض المصغر الخاصة بالحرفيين والمقدرة ب 250 ألف دينار جزائري.