أثار قرار إزالة الأسواق الفوضوية أو المعروفة بالتجارة الموازية عدة انعكاسات ترجمت بالقبول عند البعض الذين استبشروا بهذا القرار، في حين لقي سخطا كبيرا في أوساط المواطنين البسطاء الذين كانوا يقتاتون من تلك الأسواق نظرا لمحدودية دخلهم، الأمر الذي أدى إلى ظهور نتائج مباشرة بعد تجسيد هذا القرار، إذ تعرف معظم أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الأيام التهابا مذهلا، وهو الأمر الذي لم يهضمه المواطن الجزائري على اعتبار أنه شمل مختلف أنواع الخضر والفواكه وحتى البقول الجافة التي عرفت هي الأخرى قفزة نوعية في سوق المواد الغذائية ليجد المواطن البسيط نفسه محصورا في دوامة غير منتهية للارتفاع الذي طال معظم السلع الاستهلاكية. وقد عبر المواطنون عن سخطهم الشديد من خلال ملامح الغضب التي طبعت على وجوههم، كيف لا وهم لا حول ولا قوة لهم أمام منطق فرضه أصحاب الاحتكار والمضاربة بالأسعار في ظل صمت وغياب لجان المراقبة وقمع الغش، ومن جهتهم تساءل المواطنون الذين التقينا بهم وكانت لنا الفرصة لإجراء حديث معهم عن هذه الفترة التي تزامنت مع إلغاء التجارة الموازية وما لها من تأثير على الأسعار في المحلات المتخصصة ببيع هذه السلع، وفي هذا الشأن أفادنا أحد المواطنين السيد (محمد) الذي كان متواجدا بالمكان قائلا: (الوضع في الجزائر أصبح لا يحتمل، فكل تاجر يعمل بهواه فما إن تم تطبيق القرار الهادف إلى القضاء على التجارة الفوضوية راح هؤلاء التجار يبسطون سلطتهم من خلال رفع أو خفض الأسعار كما يحلو لهم دون أي رقابة مما تركنا نحن المواطنون ندفع فاتورة ما يجري، فالأسعار خلال هذا العام لم تعرف انخفاضا منذ حلول شهر رمضان ثم الدخول الاجتماعي وما يلزم من تكاليف أرهقت كاهلنا نحن الآباء، ليتوجه تفكيرنا حاليا إلى كيفية توفير المال من أجل شراء الأضحية لعيد الأضحى المبارك الذي هو على الأبواب ولا تفصلنا عنه سوى عدة أيام). وتخضع أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الأيام إلى معايير صارت تستنزف جيوب المواطنين وتلزمهم بوضع مخطط مدروس لاستكمال مستلزمات الشهر والادخار أو توفير حصة أضحية العيد التي استحوذت على تفكير الأولياء نظرا للارتفاع الرهيب الذي مس أسعار هذه الأخيرة، إلى جانب الخضر والفواكه، غير أن هذا أصبح مستحيلا أمام هذا الارتفاع غير المتوقع الذي تعيشه الأسواق خلال هذه الأيام، ومن بين الخضر التي عرفت ارتفاعا غير مرتقب ومستغرب في أمره الكوسة التي يعرضها البائعون ب 120 إلى 140 دج للكيلوغرام الواحد، البطاطا ما بين 70 إلى غاية 80 دج للكيلو غرام الواحد بالرغم من وفرتها في الأسواق والتي تعتبر مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في المطبخ الجزائري ، إلى جانب الطماطم التي وصل سعرها إلى 100 دج للكيلو غرام الواحد وغيرها من الخضر التي تعتبر ضرورية، أما سعر العنب فقد وصل إلى 200 دج للكيلو غرام الواحد والإجاص بحوالي 120 دج للكيلو غرام الواحد ..الخ. وفي هذا الشأن يتواصل هيجان الأسعار عبر مختلف الولايات لمختلف المواد الغذائية على غرار الحبوب والبقول الجافة التي عرفت ارتفاعا محسوسا في الآونة الأخيرة مباشرة بعد القضاء على التجارة الموازية واقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تصاعد سعر الفاصوليا الجافة والعدس إلى ما يقارب 140 دج إلى غاية 160 دج للكيلوغرام الواحد حسب النوعية والأرز إلى 100 دج للكيلو غرام الواحد ..الخ، الأمر الذي يستوجب تدخلا من قبل السلطات لإلزام هؤلاء التجار إلى الامتثال إلى قوانين وأسعار مضبوطة.