طالب (حزب جبهة العمل الإسلامي)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن، العاهلَ الأردني الملك عبد الله الثاني بالدعوة لعقد قمة عربية طارئة لبحث الاعتداءات (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى في القدسالشرقية وسُبُل ردعها. وقال الشيخ حمزة منصور، أمين عام الحزب، في رسالة وجهها للملك عبد الله: (لقد بات واضحًا أن دولة الاحتلال لم تعد تستجيب للنداءات والمناشدات والقرارات، كما أن الاحتجاجات لا تلقى آذانًا صاغية لديها، وبناءً عليه فإننا نتمنى من جلالتكم المبادرة إلى طلب عقد جلسة طارئة للقمة العربية، مُخصصة للبحث في أنجع السبل التي تردع دولة الاحتلال عن الإمعان في اعتداءاتها). ولفت منصور، إلى إمكانية دعوة مجلس الأمن لبحث هذه التعديات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة معها، حيث إن للأردن حق الولاية العامة على المقدسات في القدس. وتطرق إلى قلق أعضاء الحزب البالغ إزاء استهتار الاحتلال بالقوانين والمواثيق والقرارات الدولية، ومواصلته تحدي العالم بانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. وقال منصور: (تتواصل أعمال حفر الأنفاق، وتحويل ساحات المسجد الأقصى إلى حدائق تابعة لبلدية الاحتلال، ويستمر تدنيس المسجد المبارك بالسماح لقطعان المستوطنين باقتحامه، وممارسة أعمال مستفزة فيه، والحيلولة دون تمكين المصلين المسلمين ولاسيما الشباب من الصلاة فيه). وأضاف: (ندين الإعلان من قبل (إسرائيل) عن النية في تقاسم الصلاة فيه بين المسلمين واليهود، على غرار ما فعل في المسجد الإبراهيمي المبارك في مدينة الخليل، فضلاً عن تهجير أبناء القدس والتضييق عليهم، وبناء جدار العزل، وهدم المنازل، وتحميلهم ضرائب لا قبل لهم بها). إلى ذلك، تصدى مئات الأطفال الفلسطينيين، يوم الأحد، لعشرات من المغتصبين الصهاينة، الذين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وقال شهود عيان: (إن الأطفال تواجدوا منذ صباح الأحد حول أبواب المسجد الأقصى محاولين منع المغتصبين من اقتحامه)، وأن قوات الاحتلال الصهيوني حاصرات 15 شابًا فلسطينيًا رفضوا الخروج من ساحات المسجد واعتقلت 3 منهم، كما احتجزت بطاقات الهوية لغالبية النساء اللاتي قدمن للمسجد الأقصى صباح ذلك اليوم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، في بيان لها (إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت تسعة مصلين من المسجد الأقصى، كما اعتدت بالضرب على أحد الشباب)، مؤكدة أن المئات من المصلين وطلاب (مساطب العلم) في المسجد الأقصى لا زالوا يرابطون في المسجد، لمنع المغتصبين من اقتحام المسجد في أي وقت. وكان العشرات من المغتصبين قد اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة صباح الأحد، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال التي منعت العشرات من طلاب مشروع (مساطب العلم) الذي تقوم عليه مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات من دخول الأقصى، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء. وتزايدت الأيام الماضية اقتحامات المغتصبين لساحات المسجد الأقصى للاحتفال بأعيادهم اليهودية المستمرة منذ أسبوع. يشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرييل شارون، للمسجد الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000، تسببت في اندلاع انتفاضة الفلسطينية الثانية، المسماة (انتفاضة الأقصى)، أما اليوم فالمغتصبون الصهاينة يقتحمون المسجد بشكل شبه يومي.