لا تتوقف الجماعات اليهودية المتطرفة عن محاولاتها الدنيئة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تهيئ لها الأرضية في كل مرة لتنفيذ مخططاتها التهويدية بما يؤجج مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين. وشهد محيط أولى القبلتين وثالث الحرمين منذ صباح أمس توترا شديدا إثر اندلاع اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمصلين الفلسطينيين، الذين حاولوا منع جماعات اليهود المتطرفين من تدنيس الأقصى الشريف وأداء صلواتهم التلموذية بباحاته من خلال رشقهم بالحجارة. وانتشرت قوات الاحتلال من أجل تأمين دخول عشرات المستوطنين من باب المغاربة وقامت بالاعتداء بالضرب على المصلين غير مفرقة بين شاب وشيخ واعتقلت أربعة صحفيين ومصورا تلفزيونيا وفتاة من داخل المسجد إضافة إلى ثلاثة من حراس المسجد. واندلعت المواجهات في محيط الأقصى الشريف إثر إعلان المتطرف موشي فيغلين أحد قيادات حزب الليكود اليميني اقتحام المسجد الأقصى رفقة 50 مستوطنا وعدد من الحاخامات لأداء شعائر وطقوس تلموذية في باحات المسجد احتفالا بما يسمى عيد "العرش اليهودي". وهو ما جعل التحذيرات الفلسطينية تتوالى من مغبة القيام بمثل هذا العمل الاستفزازي الذي يستهدف أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة وغايته تفجير انتفاضة جديدة يدفع الفلسطينيون من أبناء القدس ثمنها. وأطلق الشيخ محمد حسين مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك دعوات لكل الفلسطينيين بالأراضي المحتلة، خاصة المقدسيين منهم إلى التوجه إلى الأقصى الشريف ونصرته من تدنيسات اليهود، وطالب المصلين بالاعتصام داخل المسجد لحمايته من أية محاولة اقتحام في مشهد تكرر كثيرا خلال السنوات الأخيرة وينذر بإمكانية انزلاق الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه. وحذر المجموعات اليهودية المتطرفة من محاولة اقتحام المسجد الأقصى تحت أي مبرر، حيث حمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي ترعى هذه الجماعات المتطرفة عواقب هذه الخطوات التي تسعى إلى فرض واقع جديد في المسجد وتقسميه مكانا وزمانا. وقال إن "هذه الاعتداءات استمرار لنهج سلطات الاحتلال بتهويد المقدسات الإسلامية مستغلة انشغال العالم العربي والإسلامي بمشاكل داخلية وجانبية عن قضية القدس". وطالب منظمة التعاون الإسلامي بعقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية، خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها للمقدسات والحقوق العربية في الأراضي الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس. وأدانت السلطة الفلسطينية الانتهاكات التي يقترفها المتطرفون اليهود ضد المسجد الأقصى وحذرت من السياسة الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والتي تؤجج مشاعر المسلمين بما قد يدخل المنطقة في دوامة من العنف. لكن السؤال المطروح هو هل تكفي مثل هذه الإدانات وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أصبح طعما سهلا في متناول اليهود، الذين يقتحمونه في أي وقت أرادوا دون أن يجدوا أية جهة إسلامية قادرة على ردعهم وإيقافهم عند حدهم ؟ مثل هذا السؤال يطرح بقوة، خاصة وأن دعوات نصرة الأقصى الشريف تصاعدت في الفترة الأخيرة دون أن تجد آذانا صاغية تسارع في اتخاذ إجراءات ملموسة تحمي الأقصى من مخططات التهويد التي تهدد بقاءه.