يحدث وأن يُرزق الآباء بأطفال معوقين حيث تختلف ردة الفعل من عائلة إلى أخرى، فترفض الكثير من العائلات نبأ ابن معاق بعد أن تكون نسجت الكثير من الأحلام من خلال تلك التحضيرات التي أنهكتهم طوال تسعة أشهر بتوفير كل ما يحتاجه الطفل من ألبسة وأفرشة... وغيرها من الأمور الأخرى، وبمجرد ولادته يكون أتعس يوم في حياة الأم معتقدة أنه بإعاقته تلك يكون بانتظاره مستقبل مجهول نظرا لجهلها وقلة إيمانها، أو لتلقي صدمة لم تضع لها حساب من قبل، ففي الوقت الذي تكون فيه العائلة محضرة نفسيا بالكامل لاحتضان هذا المولود الجديد الذي سيملأ ببكائه وضحكه أرجاء المنزل ليعم الفرح، تجد العائلة نفسها في مواجهة واقع مرير بتلقي نبأ (الطفل المنتظر مُعوق) مما يفتح المجال للأفكار السيئة، كالتفكير في الإجهاض بعد إثبات التشخيص الطبي لحالة الجنين معتبرين ذلك الحل الأنسب. وفي هذا الشأن أفادتنا إحدى السيدات التي تعمل كممرضة بمصلحة التوليد التابعة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بأول ماي بقولها: (لقد استقبلنا حالات متعددة تختلف فيها الوضعية من عائلة إلى أخرى حسب درجة الإعاقة التي يصاب بها الأبناء، حيث حدث أن مرت عليَّ في إحدى المرات حالة مشابهة عندما أقدمت إحدى السيدات على الولادة وهي تعلم أن الجنين الذي ببطنها سيولد معاقاً حسب التشخيص المقدم لها من طرف الطبيب، ولكن إيمان السيدة بالله كان أقوى من أي سبب أخر، والحقيقة أن المعجزة حدثت بعد الولادة حيث وُلد الطفل في أحسن صورة ولا يعاني من أي تشوه حسب ما أعلمها الأطباء، لأنه قد تحدث حالاتٌ يخطئ فيها الأطباء في تشخيص حالة الجنين ويدخلون بأخطائهم الطبية العائلات في دائرة من الحيرة والخوف من المجهول مما يدفعهم إلى التخلص من أطفالهم قبل يروا النور). وفي الكثير من الأحيان يولد الأطفال أصحاء ولكن أخطاء الأطباء تجعل منهم لقمة سائغة للزمان من خلال تلك الإعاقات التي يحدثها الأطباء بأنفسهم للمولود عند ولادته، ومنهم من يشفى منها وآخرون يبقون بوضعيتهم طوال حياتهم، وفي الوقت الذي ترفض بعض العائلات إعاقة ابنها بصفة قطعية، تتقبل عائلات أخرها الخبر على أنه مكتوب ويجب القبول به مهما كان، إذ تجدهم ينبذون فكرة الإجهاض حتى لا تحرمه من رؤية النور والخروج إلى الدنيا بالرغم من صعوبة الوضع. صليحة، أم لطفلة تحدثنا عن تجربتها: (أطلعني الأطباء بعد إجراء الفحوص على أن إبني سيولد من دون دماغ وسيكون معوقا كليا، وطلبوا مني إجهاضه وفعلت ذلك، ولكن تبين بعد ذلك أنه مجرد خطأ مما جعلني أشعر بالندامة طول حياتي، وتعهدت مع نفسي ألا أقوم بعملية الإجهاض لهذه الأسباب مستقبلا، بل علينا أن نضع ثقتنا بالله لأنه أعلم منا بما قدره لنا)". ومهما كانت الأسباب، يبقى هذا الجنين مخلوقا قدر الّله له رزقه وقوته ولا ينبغي التدخل في أمور قسمها الّله لنا بل لا بد من الرضا بالقضاء والقدر.