يقترب هذا الموسم من الانتهاء، حيث تميزت هذه السنة بخصوصيتها وبالأحداث التي أثقلت كاهل المواطن البسيط بصفة خاصة بسبب الظروف المعيشية التي عاشها من الارتفاع الفاحش. كما تميزت هذه السنة بكثرة المناسبات المتتالية التي جاءت واحدة تلو الأخرى ولم تترك له الوقت الكافي لتنفس الصعداء، فمن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، انتقالا إلى حلوى عيد الفطر، ثم إلى شراء الألبسة، يليها الدخول المدرسي، إلى جانب الأعراس اللامتناهية.. واستقر المطاف بحلول عيد الأضحى المبارك حيث أخد هذا الأخير نصيبه من المواطن إذ وقف موقف المتفرج الحائر لهذه المعادلة التي لم تجد بعد حلول نهائية بالرغم من اقتراب انتهاء الموسم الجاري. فبعدما كان كبش العيد شغل المواطن الشاغل خلال هذه الفترة، جاءت وكالعادة أسعار الخضر والفواكه لتعرف هي الأخرى ارتفاعا مثل عادتها بمجرد اقتراب أي مناسبة حتى وإن كانت هذه الأخيرة لم تعرف أي نزول منذ بداية هذه السنة. ولعل الأمر الذي ساهم في تعقيد الأوضاع أكثر هو إزاحة الأسواق الفوضوية التي كانت الملجأ الوحيد للمواطن أمام غياب البديل، حيث وجد تجار المحلات راحتهم في بسط نفوذهم من خلال التلاعب في الأسعار التي غالبا ما تخضع للقوانين المفروضة، حيث عرفت أسعار القصابات ومختلف الأسواق الأخرى خلال هذه الفترة بالذات ارتفاعا كبيرا مما خلف نوعا من الاستياء والتذمر لدى أرباب العائلات ذات الدخل الضعيف والمتوسط، في الوقت الذي أصبحت فيه أسعار الخضر والفواكه تسجل يوميا ارتفاعا دون أي رجوع في أسواق التجزئة، حيث لا يزال السعر غير مستقر خاصة خلال هذه الأيام القليلة التي تفصلنا عن عيد الأضحى، فسعر البطاطا تراوح بين 60 و 80 دج للكيلو غرام الواحد، وقفز ثمن الجزر، في الأسبوعين الأخيرين، إلى ضعف ما كان عليه، أما البصل، فبيع، مطلع هذا الأسبوع، ب45 دج، ومن المنتظر حسب أحد التجار الذين تكلمنا معهم ومن بينهم السيد حبال محمد، تاجر خضر بالتجزئة بدالي إبراهيم، أن يرتفع ثمن البصل، خلال الأسابيع المقبلة، نظرا لارتفاع الطلب عليه بهذه المناسبة. ولم تسلم الخضر الأخرى أيضا من موجة ارتفاع الأسعار، وانتقل ثمنها من ضعف ما كانت عليه، ونفس الحال شهدته سوق الفواكه أيضا. وربط معظم المواطنين الذين تحدثنا إليهم هذا الارتفاع باقتراب عيد الأضحى المبارك إلى جانب إزالة الأسواق الفوضوية. وفي جولة بأسواق بيع الخضر والفواكه ببوزريعة، اتضح أن هذه الزيادات في الأثمان تختلف من سوق لآخر، ومن بائع لآخر، لكنها لا تعكس الأسعار الموجودة في جميع الأسواق بالعاصمة حسب ما اكتشفناه من خلال هذه الزيارة الميدانية. ولعل الأمر الذي زاد من معاناة المواطن هو غلق الأبواب في وجه الكثيرين، وأمام هذا الارتفاع الطردي في أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يستوجب من السلطات المحلية ضرورة التدخل لاتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها أن توقف تصاعد الأسعار خلال هذه الفترة كلما دنا العيد أكثر فأكثر. ولعل الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث شمل المنتجات الأخرى، وفي هذ الصدد تقول السيدة نوال: (قدري أن أكون زوجة رجل شبه عاطل عن العمل، وهو أب لخمسة أطفال، صدقوني حاولت تأمين متطلبات أولادي الخمسة جميعهم ولم أستطع، فقررت أن ألبي متطلبات ثلاثة منهم وتركت إثنين ربما سأتمكن من تلبية ما يحتاجانه في عيد الأضحى القادم)، وأمام هذا المشهد لا يستطيع الأولياء إلا أن يبذلوا الممكن وغير الممكن لرسم الابتسامة على شفاه فلذات أكبادهم في العيد حين يتباهون بارتداء لملابس الجديدة في جو تغمره البسمة.