تعيش هذه الأيام الأسواق المحلية عبر القطر الوطني، ولاسيما على مستوى ولايات الوسط أزمة غلاء حادة في الخضر والفواكه، صنعها قلة العرض بالإضافة إلى كثرة الاستهلاك. أجمع جل المواطنين الذين استجوبتهم "الأمة العربية" بأن أسعار الخضر والفواكه على غرار السنوات الفارطة سجلت استقرارا غير مسبوق، ولكنه استقرار سلبي لا يخدم الطبقة الضعيفة والوسطى التي تعد تتمكن من مسايرة المتطلبات اليومية. تأتي على رأس المطلوبات بسوق الخضر مادة البطاطا التي رفضت النزول من السعر المركزي الذي توقف عند حدود 50 دينارا جزائريا، منذ أزيد من ستة أشهر، ونفس الأمر بالنسبة للخضر الباقية كالجزر واللوبيا والسلطة والطماطم وغيرها من الخضر التي لم تنزل عن سعر 40 دج. بل إن مادة الطماطم وصل سعرها قبيل العيد حدود 60 دج، والجزر 55 دج عبر أسواق العاصمة وبعض المدن الداخلية. ولدى نزولنا إلى السوق سمعنا عبارات عديدة أجمعت كلها على أن الظاهرة لم تعد عادية سواء في العاصمة أوالمدن المجاورة . تعود المواطنون على رؤية ارتفاع أسعار الخضر والفواكه بمجرد اقتراب أية مناسبة كما هوالشأن الآن في أيام عيد الأضحى المبارك، إذ شهدت معظم أسواق العاصمة على الخصوص والمدية والبليدة والجلفة على غرار تلك المتواجدة بالبويرة وبومرداس وغيرها ندرة شديدة في الخضر والقليل يعرف ارتفاعا لم تشهده من قبل في الأسعار. حاولت "الأمة العربية" خلال الجولة الخفيفة التي قامت بها التقرب من بعض بائعي الخضر والفواكه بسوق خميس الخشنة ببومرداس للاستفسار عن أسب ارتفاع الأسعار خاصة في الآونة الأخيرة التي تعقب حلول عيد الأضحى المبارك، فصرحوا لنا أنهم غير مسؤولين عن هذا الارتفاع الرهيب خاصة وأن السوق حاليا حرة ولا أحد يتحكم في الأسعار، مشيرين في السياق ذاته بأن عمليتي العرض والطلب هما اللتان أصبحا يؤثران بصفة مباشرة على سوق الخضر والفواكه ببلادنا، بحيث أنه كلما زاد الطلب قل العرض، فإن الأسعار ترتفع لا محالة والعكس صحيح في حالة إذا نقص الطلب وزاد العرض، في الوقت الذي حاولوا طمأنة المواطنين، بأن هذا الارتفاع يعد ظرفي، أي مع اقتراب حلول العيد الأضحى ثم بعدها ستعرف الأسعار انخفاضا. وقفنا على الارتفاع الرهيب في أسواق الخضر والفواكه بسوق الرغاية، المعروف بأسعاره المعقولة والمغرية بالنظر الى أسواق العاصمة الأخرى حيث يسجل إقبالا جماهيريا هائلا وهناك رصدنا عن كثب الارتفاع الجنوني، حيث يصل سعر البطاطا إلى 55 دج، بالنسبة للطازجة أما المستخرجة من غرف التبريد فتباع 45 دج، ويالنسبة للأسعار صباح أمس فوصلت 65 دج للكيلوالواحد. في حين قفز سعر الطماطم إلى 120 دج بعدما كان يتراوح ما بين 40 إلى 50 دج، في حين ارتفع سعر كل من البصل، الجزر واللفت إلى 55 دج، غير أن الأنواع الأخرى من الخضرورات كاللوبيا، والقرعة فأسعارها حدث ولا حرج، خاصة وأن التجار قد حددوا سعرها ب 120 دج للكيلوغرام الواحد. وأصبحت حكرا فقط على فئة قليلة من الأغنياء خاصة وأن المواطن البسيط لم يعد باستطاعته اقتناءها، غير أن ما شد انتباهنا في تلك اللحظات أن التجار قد اجتهدوا في ترتيب سلعتهم التي يشدك منظرها الجميل من بعيد إلا أن ارتفاع أسعارها يجعلك تتراجع بخطوات عديدة. من جهة ثانية صرح بعض المواطنين ممن التقتيناهم يوم أمس أن الجميع يتحدث عن السوق السوداء لكنهم يتناسون الحديث عن غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، مضيفين أنه ليس غريبا أن يتوجه المواطن البسيط إلى الأسواق الفوضوية لاقتناء السلع بأثمان على الأقل منخفضة. وما شد انتباهنا خلال تلك الجولة التي قادتنا يوم أمس إلى سوق الرغاية بالعاصمة والرويبة أن البطاطا كانت أعز مفقود بالنسبة للعوائل التي لم تخطط لأيام ما بعد العيد، وبات الموز والبرتقال والتفاح أقل شأنا من البطاطا. بل إن سعرها جراء ندرتها بات يقارب أسعار التفاخ، وما أدراك ما التفاح. هذه الفاكهة التي كانت في وقت سابق تسيل لعاب المواطنين لكنه اليوم أصبح "الزوالي" مخير بين أن يشتري البطاطا أوالتفاح والموز أوالسردين الذي عرف انخافظا مؤخرا، فالكل أصبح في منزلة واحدة بالنظر إلى الأسعار.