التهبت أسعار مختلف الخضر والفواكه مع اقتراب عيد الأضحى، الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى بضعة أيام، حيث يغتنم التجار مثل هذه المناسبات الدينية التي تخصص لها العائلات الجزائرية أطباقا خاصة ويكثر الاستهلاك فيها، ليرفعوا أسعارها من أجل تحقيق ربح سريع، ويبقى المواطن هو من يدفع ثمن التلاعب بالأسعار في ظل غياب الرقابة· ككل سنة ومع حلول أية مناسبة دينية، يعمد التجار إلى رفع أسعار مختلف السلع التي تعرف إقبالا كبيرا من مختلف المواطنين، بالإضافة إلى ندرة بعضها، فبحسب عدد من تجار التجزئة، فإن عددا كبيرا من تجار الجملة يعمدون إلى إخفاء واحتكار كميات كبيرة من الخضر والفواكه، قصد بيعها بأسعار مضاعفة خلال الأيام التالية لعيد الأضحى التي يطرح فيها بشدة نقص الخضر والفواكه وحتى المواد الغذائية سيما بالعاصمة، إذ يغلق معظم التجار محلاتهم خصوصا التجار الذين يقضون العيد في ولاياتهم الأصلية· أسعار الخس من 60 إلى 100 دينار والفواكه لمن استطاع إليها سبيلا وصلت أسعار بعض الخضر والفواكه إلى الضعف في عدد من أسواق العاصمة، حيث انتقل سعر الخس إلى 100 دينار بعدما كان يتراوح ما بين 50 و60 دينارا فقط في الأيام القليلة الماضية، كما ارتفع سعر الطماطم التي تعرف طلبا واسعا عليها في مثل هذه الأيام إلى 80 دينارا، أما سعر الليمون، فقد قفز إلى 100 دينار في ظرف يومين· وإضافة إلى الخضر، تعرف الفواكه الموسمية منها وغير الموسمية هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار، حيث تعدى سعر العنب 150 دينارا، في حين لم يكن يتعدى سعره منذ أسبوع فقط 120 دينارا، وبلغ سعر الإجاص 180 دينارا· تجار الجملة وراء الظاهرة والمواطن هو الضحية حمّل عدد من تجار التجزئة مسؤولية التلاعب بالأسعار ورفعها مع كل مناسبة لتجار الجملة الذين يتحكمون -حسبهم- في الأسعار· ويبرر تجار التجزئة رفعهم للأسعار بأنها ليست إلا نتيجة حتمية لشراء مختلف الخضر والفواكه من أسواق الجملة، وكونهم مجرد مشترين هم الآخرين من تجار الجملة الذين يتعاملون مباشرة مع الفلاحين والعديد منهم يعمل على تخزين مختلف السلع قبل أيام من عيد الأضحى، ويعملون على ضخها إلى الأسواق مع اقتراب عيد الأضحى ليتحججوا بندرتها، بالرغم من أن مختلف الخضر تعد في موسمها حاليا· ويبقى المواطن هو من يدفع ثمن التلاعب بالأسعار سواء كان وراءه تجار التجزئة أو الجملة على حد سواء، ''في كل مناسبة نعاني الغلاء، نحن لا نفهم هذه الظاهرة، أين الرقابة من كل هذا''، تقول سيدة في الخمسينيات من عمرها وجدناها بمحيط سوق ''كلوزيل'' بقلب العاصمة، ''الخس ب 100 دينار هذا غير معقول، والطماطم ب 80 دينارا، أين الرحمة في قلوب هؤلاء، لماذا يستغلون هذه المناسبات التي يفترض أن يساعدوا في إدخال الفرح إلى قلوب الصغار قبل الكبار، بل العكس عندهم''· ارتفاع الأسعار قبل العيد والتخوف من الندرة بعده يتخوف المواطنون من ندرة الخضر والفواكه في الأيام التالية لعيد الأضحى، كما جرت عليه العادة، خصوصا وأن عيد الأضحى هذه السنة سيكون يومي الأحد والاثنين، ومن المرتقب، حسب عدد من بائعي التجزئة، أن تمتد عطلة تجار الجملة إلى نهاية الأسبوع، ما يعني أن أسواق الجملة لن تفتح أبوابها حتى يوم السبت، ليضطر أصحاب المحلات لغلق محلاتهم في الأيام التالية ليوم العيد، ولهذا السبب يعمد عدد من المواطنين إلى شراء وتخزين كميات كافية من مختلف الخضر والفواكه رغم ارتفاع أسعارها كي يقضوا وأهلهم عيد له مكانة في قلوب الجزائريين عامة، إلا أن من أصبح همهم الوحيد الربح السريع ينغصون عليهم كل سنة هذه الفرحة·