ولاية المدية او حلقة الوصل بين الشرق والغرب تقع في الأطلس التلي على بعد 88 كلم تقريبا جنوبالجزائر العاصمة، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع 900 م من سطح البحر. وتشترك ولاية المدية في الحدود مع العديد من ولايات الوسط يحدها من الشمال:ولاية البليدة، ومن الجنوب: ولاية الجلفة، من الشرق: ولايتي المسيلة والبويرة، ومن الغرب: ولايتي عين الدفلى وتيسمسيلت. ولأن ولاية المدية مرتبطة بالشبكة الوطنية للطرق رقم واحد (01)الذي يعتبر العمود الفقري لشبكة الطرق الوطنية الرابط بين مناطق الشمال والجنوب، ورقم ثمانية (08) ورقم أربعين (40) من الشرق إلى الغرب، وثمانية عشر (18) ما بين مليانة والبويرة، ورقم (60) ما بين سغوان وشلالة العذاورة نحو المسيلة. هذا ما رشحها لأن تكون حلقة الوصل بين منطقة الساحل والهضاب العليا وكذلك بين الشرق والغرب. والمدية مثلها مثل الولايانت الجزائرية الاخرى تحكمها عادات وتقاليد مرتبطة بالشهر الفضيل اشد ارتباط من حيث التحضير له وانفردت باعراف عريقة عراقة حضارتها الضاربوة في الاعماق بحيث كان سكان بعض المناطق الحضرية بولاية المدية،خاصة عاصمة الولاية الضاربة في القدم حيث يتكون سكانها من فسيفساء بشري متنوع المشارب،أخرها العثمانيون الذين تركوا بصماتهم الحضارية،كون المدية كانت إحدى العواصم الإقليمية الكبرى بالجزائر في عهد البايلكات العثمانية ،وهي بايلك التيطري بالوسط وبايلك الشرق وبايلك الغرب،أما الفرنسيون فلم يتركوا أية بصمات سلوكية طيلة أل:130سنة من الإستدمار المتمثل في مصادرة الأراضي وتحويل بعض المعالم كالمساجد و بنايات بايلك التيطري إلى ثكنات واسطبلات لحيواناتهم. ومن خلال دردشاتنا مع كبار السن من الجنسين فإن من سكان مدينة المدية يبدؤون في التحضير للشهر المبارك قبل ثلاثة أشهر من حلوله،بالنسبة للسهرات الليلية للجنس اللطيف على وجه الخصوص،وذلك بصنع الدربوكات الخاصة من جلد الأرانب،ومختلف الحلويات التقليدية وأن أحياء السهرات الليلية تكون بطريقة التداول بالنسبة للأسرة المتجاورة أين يتم إقامتها بعد الإنتهاء من صلاة التراويح كل ليلة ببيت فسيح من بيوت الحي،أين تقدم الإبتهالات الدينية والأغاني الشعبية من قبل الفتيات بالدرجة الأولى،تتخللها المشروبات ومختلف انواع الحلوى،أما عنصر الرجال فيقضون سهراتهم بالمقاهي في لعب لعبة "الدومينو"وهذا بعد الإنتهاء من صلوات التراويح،كما بعض الشباب يقضون لياليهم في قراءة القرأن الكريم،وحسب ملاحظتنا والذين تحدثوا إلينا في الموضوع فإن هذه التقاليد التي كانت تبعث الفرح والسرور في نفوس أفراد الأسر اللمدانية،ألت إلى الزوال بفعل تدهور الوضع الأمني بداية تسعينيات القرن الماضي وغلاء لوازم الحياة،وطغيان مقاهي الإنترنيت التي أصبحت تلعب دور المعاول المهدمة لإنعدام الرقابة القانونية حسب أحد الشباب الذي أضاف من حق السلطات المعنية منع الصور الخليعة بهذه الأجهزة الهدامة،ومن بين العادات الرمضانية والتي مازالت إلى حد الأن،تلاوة صحيح البخاري قراءة وتفسيرا بدئا من نصف شعبان ولغاية ليلة القدر حيث يكرم حفظة القرأن الكريم في هذه الليلة المباركة.