يعاني الكثير من الشباب من مشاكل نفسية جراء الأحوال المعيشية التي يعيشونها إلى جانب البطالة، الأمر الذي جعلهم يتحولون إلى لقمة سائغة لهذا الزمان، وإلى عمل يتهافت عليه المحامون بالمحاكم لإنقاذ أصحاب القضايا من بين القضبان، الذين اتهموا بأبشع التهم جعلت منهم يحملون لقب مجرمين أو مروجين للمخدرات، وجعلت قاعات المحاكم تعج بهم بسبب تزايد عدد المتورطين في استهلاك عدة أنواع من المخدرات وخاصة منها ما يعرف باسم (السوبيتاكس)، إضافة إلى القنب الهندي والكوكايين بالرغم من غلاء ثمنه وندرته بالجزائر، إلا أنه بدأ يعرف انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة. ومن خلال حديث أجريناه مع مجموعة من المحامين في حوار لنا معهم عن أبرز القضايا التي عالجوها خلال مرافعتهم حول موضوع المخدرات، اعترفوا أن هذه المخدرات ليست عادية مثل تلك التي اعتدنا على سماعها، إذ تعتبر من بين الأنواع التي عرفت انتشاراً في أوساط الشباب الذين اعتادوا على تناول هذا النوع من السموم ليصل بهم المطاف إلى الإدمان عليها، فيما نجد البعض الآخر أقبل عليها عن طريق الخطأ بمرافقتهم لأصحاب السوء، أما آخرون فقد دفعهم الفضول الى ذلك ليجدوا أنفسهم وراء القضبان ينتظرون من ينقذ مصيرهم الذي بات مجهولا في لحظة طيش. وحسب التقارير المتوصل إليها، فقد استطاعوا تصنيف هذا المخدر ضمن أخطر أنواع المخدرات التي تتميز بمفعولها القوي لما له من آثار سلبية على الجسم، حيث أصبح هذا الأخير يعرف رواجا واسعا لدى الشباب خلال الفترات القليلة الماضية حبا منهم في الوصول إلى قمة النشوة من خلال تجريبهم في كل مرة إلى أنواع مختلفة إلى غاية وصولهم إلى هذا النوع القاتل. ومن خلال ما تم معالجته انطلاقا من تلك القضايا التي عُرضت على المحاكم، استطاعوا ان يتوصلوا إلى مدى خطورة هذه المادة، وفي هذا الشأن تقول السيدة (يمينة) محامية معتمدة لدى المجلس: (تعتبر السوبيتاكس مادة مخدرة غير متوفرة في الجزائر بالشكل الذي تنتشر فيه باقي الأنواع الأخرى من المخدرات إلا أنها تصل إلى أيدي الشباب بطرق مختلفة، حيث يجدون أنفسهم وراء القضبان يواجهون أسئلة القاضي مستفسرا عن كيفية وصولها إلى أيديهم بالرغم من أنها نوعا نادرا لا يباع في الجزائر باستثناء الدول الأوربية، ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، فمنهم من يقدم اعترافات ومنهم من ينكر الأمر ليبقى دورنا نحن المحامين، حيث نحاول وبكل الطرق إثبات براءة المواطن مع الحرص على عدم إقباله على هذه المواد القاتلة مرة أخرى). وفي نفس السياق، أفادنا أحد المتهمين عن مصدر وصول هذا المخدر إليه بقوله: (لقد جلبته من بلد أجنبي، وقد تم توقيفي من قبل مصالح الشرطة أثناء قيامي بعملية البيع الجزئية لهذا القرص الذي اصطحبته معي). وحسب ما تم التوصل إليه، فإن هذا النوع من المخدرات يعرف انتشارا في العديد من الأحياء الشعبية وتجارها لهم مصادرهم الخاصة في توفير هذه المادة التي يتجاوز سعر جزء صغير منها 8000 دينار جزائري، حسبما كشف عنه أحد مدمني هذا النوع من المخدرات من (السوبيتاكس) الذي يعتبر من أخطر أنواع المخدرات، حيث ينفرد بعوارض غير طبيعية كشعور المدمن بالرعشة بعد تعاطيه لها لتكون النشوة المتبوعة مصحوبة بإرهاق وقلق إلى جانب الإصابة بالأمراض الفتاكة لينتهي المطاف بالمدمن على هذه المادة إلى الموت بسبب التلوث الكلي لدم المدمن عليها، خاصة أولئك الذين يقومون بتذويبها في الماء أواستعمالها عن طريق الحقن. وبالنظر إلى هذه القضايا التي بات ضحيتها شباب المستقبل، وجب على السلطات اتخاذ إجراءات رادعة في حق هؤلاء المروجين لهذه السموم، إلى جانب الاعتناء بفئة الشباب وتوفير مناصب شغل لملء الفراغ الذي يعتبر أم الرذائل لتجنب وقوع أشياء أخطر مستقبلا.