تعالج قاعات المحاكم عديد القضايا المتعلقة بحيازة، استهلاك والمتاجرة بالمخدرات بمختلف أنواعها، حيث يلاحظ تزايد عدد المتورطين في استهلاك نوع من المخدرات يعرف ب”السوبيتاكس” والذي بات ينتشر في صمت إلى جانب المخدرات المشهورة الأخرى على غرار القنب الهندي والكوكايين رغم أنه باهض الثمن ونادر الوجود في الجزائر. أكّد محامون “للسلام” أنّ القضايا التي عالجوها أبرزت تفشي هذا النوع من المخدرات الذي يعرف انتشارا في أوساط الشباب ممن وصلوا إلى درجة معيّنة من الإدمان فيما جرّبه آخرون بدافع اختبار مفعوله. وحسب بعض التقارير فإن “السوبيتاكس” تصّنف من أهم أنواع المخدرات ذات المفعول القوي والأخطار الجسيمة، لتضاف إلى قائمة مختلف المواد المخدرة التي تعرف رواجا في أوساط الشباب. وفي السياق ذاته تقول المحامية “زهية سيدان” أن بعض الشباب وبسبب إدمانهم استعملوا أنواعا مختلفة من المخدرات، وفي كل مرّة يحاولون الحصول على جرعة أكثر أو تعاطي مخدّر ذي مفعول أقوى وهو ما جعلهم يبحثون دوما عن الجديد المطروح في سوق المخدرات. وحسب ما استنتجناه من خلال بعض القضايا التي تمّت معالجتها فإن “السوبيتاكس” مادة مخدرة غير متوفرة في الجزائر بالشكل الذي تنتشر فيه باقي أنواع المخدرات، ولكن وفي الآونة الأخيرة صرنا نسمع عن شباب وصلت إليهم هذه المادة ليجدوا أنفسهم خلف القضبان، ليكون سؤال القاضي في كل مرّة، من أين لك هذه المادة التي لا تباع في الجزائر؟، ولكنها تدخل إليها من بعض الدول الأوروبية من قبل أجانب أو مغتربين، وهو ما كشف عنه أحد المتهمين الذي سبق وأن ألقي عليه القبض وبحوزته قرص من نوع “سوبيتاكس”، حيث قال أنه جلبه معه من فرنسا وأدخله عبر مطار هواري بومدين، دون أن ينتبه له أحد ولكن ضبط وهو يهمّ ببيع جزء صغير من ذلك القرص. كما أكّد بعض المتابعين بنفس القضايا انتشار هذا النوع الجديد من المخدرات في العديد من الأحياء الشعبية، وأن تجارها لهم مصادرهم الخاصة في توفير هذه المادة التي يتجاوز سعر جزء صغير منها 8000 دينار جزائري، حسبما كشف عنه أحد معتادي الإدمان على السوبيتاكس. هذا وأرجع المحامي “موساوي” انتشار هذا النوع من المخدرات إلى الأفارقة الأجانب ممن يدخلون الجزائر بطريقة غير شرعية ويمتهن بعضهم المتاجرة بالمخدرات، وحسب مصادرنا، فإنّ “السوبيتاكس” نوع خطير وله عوارض غير طبيعية كإحساس المدمن بالرعشة بعد تعاطيه لها لتكون النشوة المتبوعة بإرهاق وقلق، زيادة على احتمال الإصابة بمختلف الأمراض الفتاكة ومع مرور الوقت تؤدي هذه المادة المخدرة إلى الموت. كما تسبب السوبيتاكس تلوث دم المدمنين ممن يقومون بتذويبها في الماء وتعاطيها عن طريق الحقن. مصالح الأمن.. جدار صدّ.. ولكن أحبطت مصالح الأمن عدة عمليات لإدخال هذا النوع من المخدرات أهمها التي تمت في السنة الفارطة، حيث حاول فرنسي قادم من العاصمة الفرنسية باريس ومعه ما يفوق 450 قرص سوبيتاكس أخرجها عبر أحد مطارات باريس، دون أن يتفطن له أحد ولكن كشف أمره في مطار هواري بومدين قبل أن يحاول تمويه مصالح الأمن على أنه ليس صاحب تلك الكمية، حيث قال أنه استلم تلك الحبوب من أحدهم لينقلها إلى الجزائر. فيما منحه مغتربان آخران دواءا ووثيقة ادارية ليسلمها إلى معارفهما وذلك بعدما أخذا رقم هاتفه للتأكد من وصول الأمانة، ولكن اتصال صاحب الحبوب لم يكن لتكشف الشرطة أنها خدعة من المتهم قام بها لأكثر من مرة لإدخال هذه المادة المخدرة حيث كان يضعها في بعض الأغراض التي يقول أنه مطالب بتسليمها عند دخوله إلى أراضي الجزائر. شبكة “العقرب” آخر العصابات المفكّكة فككّت مصالح الأمن التابعة للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر، خلال هذا الشهر شبكة منظمة في تجارة المخدرات وذلك بعد ورود معلومات تفيد بوجود أشخاص يقومون بترويج المخدرات من نوع “السوبيتاكس” والهيروين، حيث تم توقيف شخصين كانا بصدد اقتناء كبسولات من الهيروين إضافة إلى إلقاء القبض على الممون الملقب ب«العقرب” حيث عثر في منزل هذا الأخير على أربعة أقراص مهلوسة من نوع “سوبيتاكس” و72 مخدرا صلبا من الهيروين، إضافة إلى القبض على خمسة متورطين آخرين تبين أنهم مسبوقون في قضايا مماثلة. هشام يتعاطى السوبيتاكس للعلاج من الهيرويين كشف المحامي موساوي ل”السلام” أن السوبيتاكس يستعمل أصلا لعلاج المدمنين من بعض المؤثرات العقلية ذات المفعول القوي على غرار الهرويين، وهو ما يعمد إليه فعلا بعض الشباب المتبعون بقضايا الإستهلاك والمتاجرة. هشام واحد من بين الشباب الذين ولجوا هذا العالم،صدر بحقه حكم ابتدائي من محكمة الحراش أدانه ب10 سنوات سجنا بعد تبين أنه موّن شخصين آخرين بالمخدرات. وحصلت مصالح الشرطة على إذن من وكيل الجمهورية بتفتيش بيت هشام، ليتم العثور على قطعتين من “الشيرة”، زيادة على حقن مستعملة و193 قرص من مختلف الألوان، قال أنه اقتناها من عند الصيدلية من أجل استعمالها في تزيين حوض الأسماك، ولم تتمكن الشرطة العلمية من تحديد نوع تلك الأقراص إضافة إلى قرص “سوبيتاكس” اعترف أنه صار يتعاطاه كعلاج من الهيروين الذي كان يدمن عليه منذ وفاة والدته، وأنكر هشام أن يكون قد تاجر بهذه المواد المخدرة ولكنه اعترف بكل جرأة أنه يستهلك “السوبيتاكس” وطلب مساعدته على العلاج. هذا ويعتبر بعض العارفين بهذا المجال أن مادة السوبيتاكس لا تزال محل جدل قائم لأن هناك من يقول أنها لم تصنف ضمن المواد المخدرة، في حين يؤكد بعض المحاميين أنه ناك من المتهمين بتعاطي أو المتاجرة بهذه المادة يحاولون التحايل على القانون من خلال تبرير استعمال هذه المادة من أجل العلاج.