أكّدت منظمة حقوقية أن 28 ألف سوري تمّ اختطافهم من قِبل نظام الأسد منذ انلاع الثورة قبل عام ونصف. وقال مدير منظمة (آفاز) أليس جاي في بيان: (يجري خطف السوريين من الشارع من قِبل قوات الأمن السورية والقوات شبه العسكرية ثمّ يختفون في زنزانات التعذيب)، وأضاف قائلا: (هذه استراتيجية متعمّدة لإرهاب الأسر والمجتمعات المحلّية، وخلق حالة من الذعر بين هؤلاء الذي لا يعرفون إذا ما كان أزواجُهم أو أطفالهم على قيد الحياة، هذا عمل من أجل سحق المعارضة). وتفيد تقارير (آفاز) بأن 28 ألف شخص على الأقل (اختفوا قسرا) في سوريا، وهو تعبير يتوافق مع اللّغة المستخدَمة في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وهو (الاختطاف من قِبل شخص يتصرّف نيابة عن الدولة). وأسندت المنظمة تقريرها إلى معلومات مقدّمة من منظمات ومحامين مدافعين عن حقوق الإنسان. ومن بين هؤلاء فاضل عبد الغني الذي قال إن جماعته (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) لديها أسماء 18 ألف شخص في عداد المفقودين، ولديها معلومات عن 10 آلاف حالة أخرى، لكن ليس لديها أسماء لأن الأسر تخشى الكشف عنها. وقال عبد الغني لشبكة (سي أن أن) إن منظمته تقوم بتحديث بياناتها إذا كانت تعلم أن الشخص المبلّغ عنه لم يعد في عِداد المفقودين أو توفي، مضيفا: (هؤلاء النّاس ما زالوا في عداد المفقودين، ولا أحد سمع شيئا منهم أو عن وضعهم، بما في ذلك الأسر، والنشطاء والكيانات القانونية). ولا يمكن لشبكة (سي أن أن) التأكّد بشكل مستقلّ من تقارير عمليات الخطف ولا العدد الإجمالي للمفقودين بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة السورية على دخول الصحفيين الأجانب. من جهة أخرى، حذّرت الأمم المتّحدة من أن الوضع في سوريا يعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية في البوسنة ودعت القوى العالمية إلى الاتحاد في محاولة وقف إراقة الدماء. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الخميس: (يجب أن تكون ذكريات ما حدث في البوسنة والهرسك حيّة بما يكفي لتحذّرنا جميعا من خطر السماح بانزلاق سوريا إلى صراع طائفي شامل)، وأضافت للصحفيين: (يجب ألا يتطلّب الأمر شيئا مروِّعا مثل سربرنيتشا ليهز العالم ويدفعه إلى اتّخاذ إجراءات جادة لوقف هذا النّوع من الصراع). ومذبحة سربرنيتشا التي وقعت في جويلية 1995 هي أسوأ المذابح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان أفراد هولنديون في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتّحدة قد انسحبوا من منطقة أعلنتها المنظمة الدولية منطقة آمنة، فتقدّمت قوات صرب البوسنة وقتلت ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم واستخدمت جرّافات لوضع جثثهم في حفر، وفقا ل (رويترز). وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة في جرائم الحرب في الأمم المتّحدة، إن طرفي الصراع في سوريا يمكن أن يكونا قد ارتكبا جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وأضافت: (استخدام القوات الحكومية للأسلحة الثقيلة دون تفرقة لتدمير قطاعات كبيرة من المدن مثل حمص وحلب لا يوجد ما يبرّره، وكذلك استخدام جماعات المعارضة المتطرّفة للقنابل الضخمة التي تقتل وتشوّه المدنيين والأهداف العسكرية).