وصل إلى دمشق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في زيارة هي الثانية له في مهمته في سوريا، وكان في استقباله في مطار دمشق نائب وزير الخارجية فيصل مقداد. كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دعا جميع الأطراف السورية المتقاتلة إلى وقف إطلاق النار في عيد الأضحى وآمل أن يتوقف الهجوم بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وأن يلتزم النظام السوري وكذلك المعارضة بوقف إطلاق النار. وأكد داود أوغلو أن بلاده ستواصل طوال عيد الأضحى دعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية له. وقال الوزير التركي، إنه كان قد تم التوصل إلى توافق مع إيران حول دعوة الأطراف السورية لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى، في إطار مبادرة أو دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لوقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى. وأشار داود أوغلو إلى أن الإبراهيمي سيجتمع بعد ظهر أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث المبادرة التي يتوقع أن تعلن عدد من الدول والمنظمات المعنية بالملف السوري دعمها وتأييدها لدعوة الإبراهيمي، وبالتالي تقدم دعوة إلى أطراف النزاع في سوريا لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى. وقال معارضون سوريون في مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب الشمالية، أول أمس الخميس، إن القصف الحكومي للمدينة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة أسفر عن مقتل 49 شخصا على الأقل 23 منهم أطفال. وأكد مصدر سوري رسمي، من جانب آخر، وقوع تفجير بعبوة ناسفة في دراجة نارية قرب جامع العثمان في منطقة كفر سوسة في دمشق مما تسبب باضرار مادية دون وقوع ضحايا، حسبما ذكر مراسل “بي بي سي" في سوريا عساف عبود. وقالت بعض المصارد المعارضة، إن التفجير كان يستهدف فرعا من فروع الامن في المنطقة ولكن لم تؤكد المصادر الرسمية استهداف فرع أمني حتى الن. وتضم منطقة كفر سوسة مبنى وزارة الداخلية السورية وبعض الفروع الأمنية وبعض السفارات العربية. ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن انتحاريا فجر عبوة ناسفة في المنطقة الجنوبية الغربية من كفر سوسة على بعد نحو 300 متر من وزارة الداخلية السورية. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، إن الوضع في سوريا يعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية في البوسنة ودعت القوى العالمية يوم الخميس إلى الإتحاد في محاولة وقف إراقة الدماء. وقالت بيلاي “يجب أن تكون ذكريات ما حدث في البوسنة والهرسك حية بما يكفي لتحذرنا جميعا من خطر السماح بانزلاق سوريا إلى صراع طائفي شامل". وأضافت للصحفيين “يجب ألا يتطلب الأمر شيئا مروعا مثل سربرنيتشا ليهز العالم ويدفعه إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا النوع من الصراع". ومذبحة سربرنيتشا التي وقعت في جويلية من عام 1995 هي أسوأ المذابح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان أفراد هولنديون في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد انسحبوا من منطقة اعلنتها المنظمة الدولية منطقة آمنة فتقدمت قوات صرب البوسنة وقتلت ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم واستخدمت جرافات لدفن جثثهم في حفر.