يشهد السوق الأسبوعي لبلدية (بغلية) الواقعة شرق ولاية بومرداس، والتي هي واحدة من البلديات المعروفة بتجارة الأغنام، والتي تعرف توافد عشرات المواطنين من مختلف الولايات، إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين الذين يريدون اقتناء كبش العيد للاحتفال بهذه المناسبة الدينية ككل سنة، غير أن بعض الموالين اغتنموا ازدياد الطلب على اقتناء كبش العيد كفرصة مواتية لرفع الأسعار وتحقيق الربح الفوري والسريع، وذلك لن يكون إلا على حساب المواطن الذي يبقى المتضرر من كل هذا، الأمر الذي يدفع بالكثير من العائلات القاطنة بالقرى النائية ذات الدخل المحدود إلى اقتناء الأضحية بالتقسيط. وخلال الجولة التي قامات بها (أخبار اليوم) إلى السوق الأسبوعي ب(بغلية)، ظهر لنا أن أسواق الماشية تعرف إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة، أما مرتادو هذه الأسواق فهم من ذوي العائلات الميسورة الحال خاصة وأن سعر الكبش الواحد يتراوح ما بين 30 و35 ألف دج، وذلك بعد أن كان قبل أسبوعين من الآن لا يتعدى ال25 ألف دج، وقد سجلت (أخبار اليوم) من خلال بعض آراء الموطنين الارتفاع المذهل في أسعار الأغنام وهو ما جعل الكثير من المواطنون يعزفون عن شراء الأضحية أو على الأقل انتظار يومين قبل حلول المناسبة لعل المعجزة تحدث بعدول هؤلاء التجار عن رفع الأسعار، وقد التقينا خلال جولتنا ب (عمي بوزيد) البالغ من العمر 48 سنة من (القرية الفلاحية)، وهو موظف بسيط على قدر حاله، كان يجمع راتبه ويقسمه بين مصروف البيت وبين ما يتركه لشراء الكبش، وكل ذلك فقط لأجل إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة وإدخال الفرحة في قلوب أطفاله الذين ينتظرون بفارغ الصبر شراء الأضحية ليتبارزوا مع غيرهم، والأكيد أن اعتماد التقسيط في اقتناء أضحية العيد ما هي في الأصل إلا طريقة لجأ إليها التجار بعد أن أدركوا حقا بأنهم سيخسرون الكثير من زبائنهم لأن سعر الأغنام التي يبيعون بها تفوق استطاعة المواطنين الفقراء منهم ومتوسطي الدخل وحتى الأغنياء الذين صاروا يرون أن شراء الأضاحي بتلك الأثمان الخيالية يعد تبذيرا وإسرافا. هذا وقد عبر لنا العديد من مواطني بلدية بغلية عن حيرتهم خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، مادام التفكير في اقتطاع مبلغ معتبر من الميزانية لاقتناء الأضحية يبدوا صعبا حتى لا نقول مستحيلا بالنسبة للكثير منهم، لاسيما أن الأخبار المتداولة تفيد بالارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي هذه السنة، وهو ما سيحرم لا محالة محدودي الدخل من إحياء هذه المناسبة، ومع تباين الأفكار والتحليلات وكذا الحلول التي توصلت إليها كل عائلة، تبقى النقطة الوحيدة المشتركة بينهم جميعا هي التذمر الكبير من هذا الارتفاع حتى وإن كان المشكل يطرح نفسه كل سنة تقريبا، وخلال اقترابنا من بعض موالي بلدية بغلية على غرار (حسين) من (قرية تازروت) والذي برر ارتفاع أسعار المواشي إلى الظروف الصعبة التي عاشتها الولاية كالأمطار الغزيرة التي أثرت سلبا على سوق الماشية، فضلا عن ارتفاع أسعار العلف، حيث وصل سعر القنطار الواحد منها إلى أكثر من 3 آلاف دج -حسب قوله- وهو ما زاد عن غلاء الماشية، ليبقى المواطن البسيط هو المتضرر الوحيد في ظل بقاءه في حيرة من أمره عن سُبل شراء أضحية يدخل بها الفرحة في نفوس أطفاله، لاسيما في ظل تسجيل ارتفاع أسعار الماشية بفعل جشع التجار الذين لا يبالون بما يصيب العائلات التي لا تقوى على توفير ضروريات العيش، فما بالك بأضحية تساوي أضعاف دخلهم الشهري.